فرحات بين ضرتين |
كتبها Administrator |
الأحد, 13 ديسمبر 2015 20:57 |
فرحات بين ضرتين
قصة قصيرة للدكتور حامد طاهر
استيقظ الحاج فرحات منزعجا من نومة العصر التى تعود عليها بعد تناول وجبة الغداء ، وحين سأل أحد أبنائه عن هذه الهيصة عرف أنها بين زوجتيه . وعلى الفور اعتدل على السرير ، وبعد أن فرك عينيه ، واستعاذ من الشيطان ، استدعاهما معا وراح يسألهما : ـــ من التى بدأت ؟ قالت الجديدة : ــــ هى ياحاج وقالت ام الأولاد القديمة : ـــ بل هى ياحاج طرح الحاج فرحات السؤال الثانى : ـــ وما سبب هذه الخناقة ؟ أسرعت القديمة ، وهى تمسك برأس ابنها الصغير أمامها : ـــ ضبطتها وهى تشد ابنى هذا من شعره ، وتقول : ـــ ربنا ياخدك وياخد اللى خلفوك أما الجديدة فأقسمت أنها لم تقل ذلك ، وكل ما قالته : ـــ ىاإبنى احترم الكبار .. دا أنا زى أمك تماما حاوال الحاج فرحات أن يستجمع أفكاره ليطرح السؤال الثالث ، لكن نظره وقع على صدر زوجته الجديدة ، وكان مفتوحا بحيث كشف عن جزء مما تحته .. أبعد بصره حتى لا تلحظ زوجته القديمة لكن غريزته كانت قد تحركت ، ووجد ميزان العدالة فى يده يتمايل ثم يهتز ، ويسقط لذلك فضل أن ينهى المسألة بهدوء ويختمها بالصلح قالت القديمة : ـــ ياحاج .. احكم بالحق وادينى حقى وحق ابنى قربها قليلا من السرير وقال لها بمودة : ـــ ياستى حقك انت على راسى من فوق أما حق ابنى وابنك فأنا متنازل عنه ـــ والله ياحاج ده ظلم .. وده مايرضيش ربنا ـــ ياستى ، ربك غفور رحيم ، وكما قال : الصلح خير ثم أضاف : ياللا بقى تصافوا ، وواحدة منكم تعمل لى فنجان قهوة مظبوط أسرعت الصغيرة قائلة : ـــ أنا اللى حاعمله لك ياحاج بايديا .. وانطلقت مسرعة ، بينما خرجت القديمة باكية وحين جلست فى حجرتها التف حولها الأولاد وراحوا يخففون من حزنها قال الصغير : ـــ ما تزعليش ياماما .. إنت بتعيطى ! وقالت البنت الكبرى : ـــ ولا يهمك ياماما .. إحنا كلنا جنبك وإن شاء الله ربنا ينصرك عليها وبعد فترة صمت من الابن الأكبر ، قال : ـــ عموما الحق على بابا ، الذى لم يحكم بالحق وأخيرا نظرت الأم فى وجوه أبنائها الثلاثة ، وقالت وهى تمسح دموعها : ـــ ربنا يخليكو لى ياولاد .. أنا ماليش حد غيركم بس عاوزاكم تبقوا شاطرين عشان إنتم اللى حاتخلصونى من الهم ده ..
|
آخر تحديث الأحد, 13 ديسمبر 2015 20:57 |