المعروف فى غير أهله |
كتبها Administrator |
الاثنين, 27 يوليو 2015 21:34 |
المعروف فى غير أهله
يحكى أن رجلاً خرج للصيد، فوجد حية أمامه تستغيث به قائلة: ـــ أغثنى يرحمك الله ؟ قال لها : ـــ ومم أغيثك ؟ ـــ من شخص يتبعنى وقد أصر أن يقطعنى قطعًا ! قال لها : ـــ ومن أنت ؟ ـــ من أهل لا إله إلا الله. ـــ وأين أخبئك؟ ـــ فى جوفك أن كنت تريد المعروف . فتح الرجل فمه ، وأدخل الحية فيه. وإذا بشخص غاضب يحمل سيفًا ، ويبحث فى الأرض، وعندما وجد الرجل سأله : ـــ أين الحية يا رجل ؟ ـــ لا أرى شيئًا . ـــ سبحان الله ! ـــ نعم ، سبحان الله ما أرى شيئًا.
وعندما انصرف الشخص الغائب : أخرجت الحية رأسها من فم الرجل وقالت ـــ هل انصرف ؟ ـــ أجل ـــ إذن فاختر لنفسك إحدى طريقتين : إما أن أضع سمى فى قلبك فتهلك على الفور ، أو أقطع كبدك قطعًا تخرجها من بطنك؟ ـــ وهل هذه مكافأتى ؟ ـــ أجل لأنك وضعت المعروف فى غير أهله .
وعندما رأى الرجل تصميمها على قتله ، رجاها أن تمهله حتى يأتى سفح الجبل، ويمهد لنفسه قبرًا .
وبينما هو سائر ، كسيف البال، حزين القلب، منكسرًا ، قابله شاب حسن الوجه والثياب ، فقال له : ـــ مالى أراك أيها الرجل حزينًا بهذا الشكل ، وكأنك مسوق إلى حتفك ؟ ـــ إننى بالفعل كذلك . ـــ وما السبب ؟ ـــ فى جوفى عدو يريد هلاكى، ولا أستطيع النجاة منه. فأخرج الشاب من جيبه شيئًا ودفعه إليه وقال: ـــ كل هذا ، ففعل ، فأصابه مغص شديد ، ثم دفع إليه قطعة أخرى وقال : ـــ كلها ، فأكلها ، وما كاد يفعل حتى أفرغ من جوفه الحية قطعًا ممزقة . قال الرجل للشاب ـــ من أنت يرحمك الله ؟ ـــ أنا المعروف . إن أهل السماء عندما رأوا غدر الحية بك اضطربوا ، كل يسأل ربك أن يغيثك . فقال الله عز وجل : يا معروف ، أدرك عبدى، لأنه قصدنى بما صنع !!
ومما يرويه العرب أن قومًا خرجوا للصيد فطاردوا ضبعًا حتى ألجأوها إلى خيمة أعرابى ، فأجارها، وجعل يطعمها .. فبينما هو نائم، وثبت عليه، فبقرت بطنه ، وجاء ابن عم له يطلبه ، فإذا هو مبقور البطن ، فتبع الضبع حتى قتلها!
وحكوا أن أعرابيًا ربى جرو ذئب ، وجعل يغذيه بلبن شاه له حتى كبر، فخرج معها للرعى كعادته ، وهناك تحركت غريزته الوحشية ، ونفسه الذئبية فانقض على الشاه وافترسها..
تلك بعض الحكايات عن وضع المعروف فى غير أهله من الحيوانات ، فما بالك بوضعه فى غير أهله من البشر ؟!
* * |
آخر تحديث الجمعة, 27 سبتمبر 2019 13:45 |