كتبها Administrator
|
السبت, 28 مارس 2015 14:09 |
أغنية الراعى
[ كتبت فى سبتمبر 1963
ومثلت جامعة القاهرة فى
اسبوع شباب الجامعات
باسيــوط 1964 ]
من ربوةٍ خضراءَ نائمةٍ بأحضان الجَبَلْ ساق النسيمُ الصَّبُّ أغنيةٌ كرَنَّات القُبَل يشدو بها راع ، خلىُّ البال ، مشبوبٌ الأمل متفائلُ برحابَه الآفاق ، والعشب المُطِلْ * * . . وتذكرَّ الراعى دعاء الأم فى غبش الصباح "اذهْب بنىّ إلى سبيل الرزق . . يصحبك الفلاح ، "واحذر من الذئب اللعين ، وما تخبِّئه الرياح " "بل عُدْ سريعاً يا بنىّ .. فكم أخاف من البطاح!" * * ومضى يعيد خيالُه طيفاً لسلمى مشرقاً . . كبداية الفجر الوليد ، إذا سرى وترقرقا كالبدر فى أفاق السماء ، وقد سما وتألَّقا كالزهر بلّله الندى فبدا جميلاً مطرقا * * أَوَ هكذا جاءت سليمى عندما كان اللقاءْ .. تخطو .. كما يخطو الغزال إذا تخطَّر فى حياء ضحكاتها النشوى تكسَّرُ بين طيات المساء فتذوِّب الألم الأليم ، وتبعث الأمل المُضَاء * * ومضى يهدهد قلبه الخفَّاقَ من لَهَف الغرام ويداعب الناىَ الحنون بأغنيات من هيام تنساب فى غَيَد الهدى ، وترنّ فى سمع الغمام وفؤاده الخفاق ينعم بالسكينة والسلام * * وعلى نُباح الكلب .. أخلد للطريق المكفهرّ ملأته أصواتُ البنادق فى جنونٍ مستعرّ كعواصف غضبى .. تبعثر كل أوراق الشجر وتبيد ما زرعته أيامُ الخصوبة والمطر * * وتوقف الراعى يرى : ماذا سيفعله الطعاهْ بالأمس كان أبوه يرعى إنهم قتلوا أباه .. واستاق جندهم المُعربدُ مثل هاتيك الشياه
وتمثَّل الثأرُ القديم بقلبه ، فغلتْ دماه ..
. . ورأى الجنود تجمَّع القطعان فى عصف عتىّ فَعَدا يخلَّصها بكل شجاعة القلب الأبى بعصاهُ .. بالناى الحنون .. بسورْة العزم الفتىّ بالروح .. ينفثها من الأعماق فى بأس قوىّ * * وعلى الثرى انفجر الدم الموّارُ من جسد الشهيدْ يغلى بأحقاد الأسى المكبوت ، والأمل الشريد والناى أخرسه الطغاةُ ، فنام مختنق النشيد يحكى انطفاء الحق فى الدنيا ، وسيطرة الحديد
ـــــــــــــــــــــــــــ
|