وقال بعد معركة خاسرة (1) :
سقط السلاح من المناضل وهوت على الكتف المعاول
وتــكاثــر الأعـــــداء مـن كـــل الجــــهات ، فمـن أقـــاتــل ؟
ونــظـرت خـــلـفـى .. لـــم أجــد أحــــدا يســاند أو ينــاول !
هــــرب الذيــــن لــــهم أجــــول ، وعن محــارمهم أصــاول
تــركوا دمــــى يجـــــرى ، وعـــادوا هـادئيــن إلــى المنازل
يتســــــامرون ، ويــــأكلون ، وينـعســــون .. بلا مشـــاغل
وكـــأن شيئـــا لـــم يـــكن وكـــأن حربــا لـم تقـاتــل
***
ســـقـط الســــلاح ، ولـم يعـد فـى الطـــوق إلا أن أحـــاول
فـربطــت جـرحـى واستعنت بصرختى : هل مــن منــازل ؟
مــا كــان فــى الميـدان غيرى ، مرهق الخطــوات ، نــاحـل
الريـــح تخــلع قـــامتى والبـــرد ينشر فى المفــاصل
ورجـعـت أســحب خيبتى خــلفى ، وأخبــــر مــن أقـــابـــل :
" هــــذا زمـــان الســـاقطيـــن ، وهـــذه دنيـــا الأســافــل "
( 1 ) نلفت أنظار الباحثين عن موضوعات للماجستير والدكتوراه إلى أهمية المقارنة بين هذه القصيدة العجيبة وبين بطل سرفانتس الشهير : دون كيشوت .
|