مصرُ التى ..
[إلى شباب الثورة الذى أزاحهم ضجيج السياسيين..]
مصر التى نثرت ضفائرها ، وثارت
فى ميادين الكرامة والصمودْ
عادت من الإعياء مرهقة ،
فأسلمت الخطى ، وتمددت فى ظل منعطف صغيرْ
وتجمع المتكالبون ليقطعوا من ثوبها علَما ،
ويفتعلوا تواريخًا لهم معها ، ولا يترددونْ
أن يشربوا نخب انتصار الثائرينْ !
لكنها راحت تحدّق فى الوجوه ،
فلا ترى مَنْ كان فى الميدان مشروخَ الجبينْ
أو مطفأ العينين من سيل الرصاص المنهمرْ
مَنْ هؤلاء إذن ؟ وأين الآخرونْ ؟
أين الذين تجمعوا من حولها ،
زمنَ المهانة والأسى ،
حتى أزالت سطوة المتجبرينْ ؟
أين الذين استبسلوا قتلا ،
وفازوا بالشهادة فى سماء الخالدينْ ؟
أين الذينْ ..
ملأوا الميادين الفسيحةَ ،
واستطاع هتافُهم أن يُسقط المتكبرينْ ؟
* *
نظرتْ الى عمق الوجوه ،
فلم يكن فيها شريف أو أمينْ !
نظرت الى أكتافهم ..
كانت كأكتاف الذين استنزفوا بالأمس خيرات الوطنْ
نظرتْ الى قمصانهم ..
كانت هى القمصان ناصعةَ البياض ،
وتحتها اسودّت قلوب من عفنْ !
نظرتْ طويلا ..
ثم غابت فى مصيبتها التى امتدت لآلاف السنينْ
ما عاد يطفئها البكاءُ او الأنينْ
وتوجهت نحو الجدار ، لكى تدارى دمعة ،
سقطت أمام الشامتينْ !
|