( كان سقراط منذ اكثر من ألفي عام يطرح على
مواطنيه من أهل اثينا أسئلة بسيطة جدا ..
لكى يصل معهم من خلال الاجابة عليها الى
الحقيقة .. التى مازالت الانسانية تنشدها
حتى اليوم ... )
س- ما هو معيار نجاح المحافظ
ج- تحقيق النظافة فى محافظته .
س- كيف نحرك المخزون السلعى ؟
ج- بالتوسع فى التقسيط ، وتخفيض ضريبة المبيعات .
س- متى نتخلص من كابوس الثانوية العامة ؟
ج- عندما ينعدل مفهوم التعليم فى مجتمعنا .
س- كيف نعظم صادراتنا ؟
ج- بتحقيق جودة الإنتاج ووفرته.
س- ما الرأى النهائى فى ثورة يوليه ؟
ج- كانت ضرورة لابد منها .
س- ما هى عوامل ازدهار السياحة ؟
ج- الاستقرار ، وإتقان فن العرض .
س- كيف نحد من البطالة ؟
ج- بالخروج إلى الصحراء .
س- كيف نطور أداء التلفزيون ؟
ج- بتطوير عقلية القائمين عليه .
س- متى نقضى على الأمية ؟
ج- بضبط التسرب من التعليم الابتدائى .
س- كيف نقضى على الفساد المالى ؟
ج- بفتح كل ملفاته .
س- هل توجد طريقة لتشجيع الصناعة ؟
ج- بإعفاء جميع مسلتزماتها من الجمارك .
س- كيف نحل مشكلة الإسكان ؟
ج- بتغيير نمط بناء المساكن .
س- كيف نتخلص من الحر ؟
ج- بتنظيف المكان .
س- هل يمكن أن ننجو من الأحزان ؟
ج- أجل ، بالاستغراق فى العمل .
س- أيهما أفضل : الصحة أم المال ؟
ج- كلاهما .
س- هل يعيد التاريخ نفسه ؟
ج- كلا . . لأن كل حادثة تحتوى على جديد.
س- كيف يتم إنجاز الأعمال ؟
ج- باحترام مواعيدها .
س- متى نطور الإدارة ؟
ج- عندما نخصص الوظائف لأصاحبها المناسبين.
س- هل أنت متفائل ؟
ج- ينبغى أن أكون كذلك !
س- هل صحيح أن السمكة تفسد من رأسها ؟
ج- أجل ، ومن بطنها كذلك !
س- كيف يحافظ الإنسان على وزنه ؟
ج- بضبط ما يدخله فى فمه .
س- ما الذى يجعل الإنسان متعصباً ؟
ج- ضيق الأفق .
س- متى نقدر على تحمل المصائب ؟
ج- إذا أدركنا أن الدنيا بألف وجه .
س- ما الذى نحتاجه فى عصر العولمة ؟
ج- زيادة الثقة فى النفس.
س- متى يختار الشاب شريكة حياته ؟
ج- فى الوقت الذى تختاره هى فيه .
س- كيف نتجنب سهام الحقد ؟
ج- بالارتفاع فوقها .
س- ما الذى تقدمه التجارب للإنسان ؟
ج- ضبط زوايا العقل .
س- متى يصافح الإنسان عدوه ؟
ج-عند الهدنة . . وبعد النصر .
س- متى يصبح الانتقام مشروعاً ؟
ج- إذا تجاوز العدوان الخط الأحمر .
س- كيف نقضى على كلام الناس ؟
ج- بالاستغراق فى العمل .
س- متى يدرك أبناؤنا أننا نحبهم ؟
ج- عندما يتعاملون مع الآخرين .
س- هل يوجد مقياس للصديق الحقيقى ؟
ج-أن يصارحك على الدوام بما فى نفسه.
س- كيف أعرف أنها تحبنى ؟
ج- إذا نظرت إليها فجأة فوجدتها تنظر إليك .
س- ما هو أهم طرق النجاح ؟
ج- العمل فى صمت .
س- بماذا تفيدنا القراءة ؟
ج- تمنحنا الميزان ، الذى نقيم به آراء الآخرين .
س- كيف نتعامل مع الحاقدين ؟
ج- بإهمال مشاعرهم ، والتركيز فقط على أفعالهم .
س- ما رأيك فى كثرة قضايا الفساد ؟
ج- علامة طيبة على النية فى الإصلاح .
س- ما هى أصعب مآسى الحياة ؟
ج- أنها لا تعطى للإنسان سوى مرة واحدة !
س- هل صحيح أن السجن قد يحتوى على مظاليم ؟
ج- هؤلاء هم الذين وضعوا أنفسهم موضع الشبهات .
س- كيف يتغلب الإنسان على مصائب الدنيا ؟
ج- لابد من الاستعانة بالله .
س- أيهما أفضل : تربية الجسم أم تربية العقل ؟
ج- الثانية هى التى تحسن قيادة الأولى .
س- لماذا يفجعنا الموت فى أعز من نحبهم ؟
ج- لأنه أيضاً يعزهم ، ثم لأنه يختبرنا فيهم !
س- أيهما أفضل : الصيف أم الشتاء ؟
ج- كلاهما . . بشرط توافر وسائل الحماية منه .
س- كيف نعلم أبناءنا الحوار ؟
ج- بأن نتحاور مباشرة معهم .
س- كيف نوقف زيادة النسل ؟
ج- باحترام تعاليم الدين .
س- وهل الدين يمنع زيادة النسل ؟
ج- أجل ، لأنه لا يبيح الزواج إلا للقادر عليه .
س- هل توجد وصفة للتقدم ؟
ج- توجد وصفات كثيرة . لكن الإرادة هى الأهم .
س- هل الزواج أفضل أم العزوبة ؟
ج- لكل منهما وقته الذى لابد منه .
س- كيف نقع فى الحب ؟
ج- بإرادتنا . . وأحياناً بغيابها عنا !
س- متى يكثر التفاخر فى مجتمع ؟
ج- عندما يفقد احترام قيمة العمل .
س- أيهما أفضل الصدقة الخفية أم المعلنة ؟
ج- كلاهما . . ما دامت تنفع المحتاجين .
س- ما رأيك فى شمس مصر المشرقة ؟
ج- رائعة . . بشرط أن تبعد عن رأسى !
س- ما الذى تخرج به من حديقة الحيوان ؟
ج- نعمة أننى حر !
س- ما الذى يجعل بوش متحمساً بهذا الشكل ضد العراق ؟
ج- يبدو أنه (تار بايت) من أيام والده .
س- وهل ينتقل الثأر من الأب إلى الابن ؟
ج- فى حالة واحدة ، عندما يكون الأب على قيد الحياة ، ويريد الابن أن يثبت له قدرته على ما عجز عنه ، لكى يرضيه !
س- هل يعنى هذا أن المسألة (نفسية عائلية) ؟
ج- وكذلك (إسرائيلية) !
س- هل توجد نهاية لمأساة فلسطين ؟
ج- عندما يتعب الطرفان من الاحتلال والمقاومة . .
سوف يجلسان على الأرض ، ويتفاوضان
س- ما رأيك فى الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين ؟
ج- (آخر) احتلال عسكرى فى التاريخ الحديث ،
لكن أمريكا تريد أن تجعله (الأول) !
س- ولماذا لا يُطبق القانون الدولى على الجميع ؟
ج- القانون فى يد القوى يصبح مثل الشومة فى يد الفتوة !
س- ألا يوجد حد للظلم فى العالم ؟
ج- بكل تأكيد . . فالذى خلق الخلق قادر على تشكيلهم من جديد .
س- لماذا لم أعد أنام نوماً مريحاً ؟
ج- من رؤية القنوات الفضائية !
س- إننى أتجنب بقدر الإمكان رؤيتها ؟ !
ج- لكنها موجودة فى بيتك داخل التلفزيون .
س- حتى وهو مغلق ؟ !
ج- إنها عفاريت عصر التكنولوجيا ! !
س- إذن هل يجب أن أتعوذ منها ؟
ج- مثلما تتعوذ من الشيطان الرجيم .
س- لكن ألا ينبغى أن أعرف ما يجرى فى العالم ؟
ج- طبعاً يجب أن تعرف ، لكن بقلب بارد !
س- والله ، أنا محتار فى أحداث هذا العالم ؟
ج- تمسك بالإيمان بالله .
س- لا أكتمك أن إيمانى يزيد أحياناً ، ويضعف فى أحيان أخرى ؟ !
ج- حاول التماسك بقدر الإمكان .
س- إننى أتمنى الخير للجميع . . لكنه لا يحدث ؟ !
ج- لست مسئولاً عن كل ما يجرى .
وعندما تصعب عليك الأمور . . دع الملك للمالك.
س- هل تسمع الأغانى الشبابية ؟
ج- بالضرورة ، فهى تنطلق من كل مكان !
س- وهل تعجبك ؟
ج- بعضها جيد ، والكثير منها ردئ .
س- ما السبب فى ذلك ؟
ج- هى أسباب . فالمطرب بدون موهبة ،
والملحن عشوائى ، ولا يوجد وراءها شاعر .
س- لكن الشباب يتابعها بشغف ويشتريها ؟ !
ج- وماذا سيفعل غير ذلك . . بالنقود التى معه !
س- لكن هل يمكن للجيد منها أن يطاول الأغانى القديمة ؟
ج- طبعاً . . لكن لكل عصر ذوقه الخاص.
س- وما رأيك فى الكرة المصرية ؟
ج- إنها رياضة الصدفة .
س- لا أفهم . .
ج- يعنى أنها تتوقف على وجود لاعب موهوب ،
فإن لم يوجد . . انهارت اللعبة .
س- وأين دور المدرب ، والنادى ، والإدارة ؟
ج- أكل عيش !
س- ولكن لدينا أبطالاً متميزين فيها ؟ !
ج- بكل تأكيد . . لكنهم يحتاجون لمن يجمعهم فى فريق واحد.
س- هل سمعت ما حدث فى البنوك ؟
ج- سمعته وحزنت .
س- هل هى سوء إدارة ؟
ج- أبداً . . إنه انعدام ضمير .
س- وكيف يمكن الإصلاح ؟
ج- أكاد أبتسم وأقول لك : ابتداء من الأسرة ! !
س- لماذا لم نعد نسمع أغنية :
أخى قد جاوز الظالمون المدى ؟
ج- لأنهم تجاوزه من زمن طويل . .
وبمسافة كبيرة جداً ! !
س- كيف يبدأ التطوير ؟
ج- من الإحساس بوجود حالة من الجمود .
س- وما الذى يحرك هذا الإحساس ؟
ج- شيوع النتائج الفاسدة ، ومتابعة ما يحدث لدى المتقدمين.
س- وهل يرتبط التطوير بوجود جيل جديد ؟
ج- هذا شرط أساسى ، لكنه قد ينشأ أيضاً لدى أفراد قلائل من الجيل القديم.
س- وما هى حقيقة التطوير ؟
ج- فكرة لامعة تكشف سكون الواقع ، وتدعو لتحريكه .
س- ألا يعنى هذا أن التطوير يقتصر على مجال الفكر ؟
ج- كلا ، فهو يحتاج إلى منهج وأسلوب وأدوات وتنفيذ . .
س- وإذا لم تتوافر هذه الأمور ؟
ج- يظل التطوير فكرة محلقة فى الهواء .
س- إلى متى ؟
ج- إلى أن يأتى جيل آخر ، فيقتنع بها ، ويحولها إلى سلوك .
س- هل حدث هذا من قبل ؟
ج- أجل . . عندما أعلن روجر بيكون فى القرن 13 فكرة المنهج التجريبى
لم يقتنع بها عصره ، وظلت محلقة فى الهواء ، حتى جاء فرنسيس بيكون الإنجليزى، وديكارت الفرنسى فى القرن الخامس عشر، وركزا عليها، فتحققت.. وكانت وراء النهضة الأوربية التى نشاهد آثارها فى الوقت الحاضر .
س- لكن التطوير له أعداء شرسون ؟
ج- أعداؤه دائماً هم أصحاب المصالح المستفيدين من الوضع القديم .
س- وكيف يمكن التغلب عليهم ؟
- بالإصرار أو المثابرة ، وإطلاع المجتمع على بعض ثمار التطوير .
- هذا يعنى أنه التطوير قد يكون جزئياً ؟
- فى بعض الحالات فقط . . أما جوهره فيتسم بالكلية، ويسعى لكى يكون شاملاً.
- هل توجد أنواع للتطوير ؟
- التطوير حركة واحدة ، لكنها تختلف بحسب المجالات التى تحدث فيها .
- ما أصعب أنواعه .
- التطوير الاجتماعى ، والثقافى .
- وأسهلها ؟
- الاقتصادى والسياسى .
- لماذا ؟
- لأن الأول يعمل على تغيير العقليات والمعتقدات والموروثات . .
- أما الثانى فيتعلق بالقرارات والقوانين والإجراءات .
- ما رأيك فيما ذهب إليه (دارون) من أن الإنسان أصله قرد ؟
- نظرية خاطئة فى هذا الجانب ، لأن القرود نفسها ما زالت تعيش معنا حتى الآن ؟
س- ماذا يفعلون ؟
ج- إنهم يفكون أحجار الرصيف .
س- لماذا وهى جيدة ؟
ج- لأنهم سيقيمون فى مكانه رصيفاً آخر من الأسمنت .
س- لقد فعلوا ذلك فى طريق آخر ، وتكسر فتافيت ؟ !
ج- لكن المهندسين يقولون إن هذا أفضل .
س- المهندسون (يقولون) ، لكننا (نرى) أنه أسوأ ؟ !
ج- المهندسون دائماً على حق !
س- طيب ، وماذا سيفعلون فى حجارة الرصيف ؟
ج- لا أدرى ، ربما يستخدمونها فى مشروع آخر .
س- أين هذا المشروع ؟
ج- غير معروف . لكنه بالتأكيد سيكون ذا فائدة . .
س- فائدة لمن ؟
ج- للناس الذين يقيمون حوله .
س- ونحن ؟
ج- سوف يصبح لنا رصيف جديد.
س- ألا ترى أن المسألة كما يقولون فيها (إنّ) ؟
ج- تلمح إلى لعبة المقاولات ؟
ج- ما فى هذا شك. فقد شهد أحد الشوارع الشهيرة تغيير رصيفه أربع أو خمس مرات.
س- تقصد أن فى الأمور أمور ؟ !
ج- أنا لا أقصد فقط . . أنا أؤكد .
س- لماذا أنت سئ النية على هذا النحو ؟
ج- لأن الإجراءات عندما تتجاوز العقل والواقع تدعو إلى الشك .
س- لكن كل شئ يتم بأوراق رسمية ، وممارسات ؟ !
ج- الذى يكتب الأوراق الرسمية بشر ، كما أن الذين يقومون بالممارسات أيضاً بشر!
س- وهل البشر موضع شك ؟
ج- فى البشر شياطين ، ونحن نستعيذ بالله منهم فى " سورة الناس " .
س- كيف فى رأيك نتخلص من شرورهم ؟
ج- باليقظة الدائمة ، والحسم فى تطبيق القانون عليهم ،
وقبل ذلك كله بتوعية الرأى العام .
س- هل تعتقد أننا بذلك نقضى عليهم ؟
ج- إذا لم نقض عليهم كلهم ، فيكفى أن نعلن تجريم أفعالهم .
س- وأين دور التربية ؟
ج- التربية أسلوب طويل الأجل . أما القانون فهو الأكثر حسماً .
س- لكن ألا ترى أن مثل هذه المخالفات تحدث فى كل بلاد العالم ؟
ج- وأرى أيضاً أن من يرتكبها يوضع فى السجن .
س - ما أشد قسوتك ؟ !
ج- وما أكثر حرصى على سلامة المجتمع !
س- هل تعرف إسرائيل ؟
ج- من الخارج فقط .
س- لكن ماذا عنها من الداخل ؟
ج- لم يحدثونا كفاية عن هذا الجانب . نحن لا نعرف كيف يعيشون ؟ ولا فى ماذا يفكرون ؟ ومن أى شئ يفرحون أو يحزنون ؟
س- ما السبب فى ذلك ؟
ج- كان هذا فى البداية نوعاً من تأمين الشعب المصرى ضد الدعايات الإسرائيلية المغرضة أو المخربة .
س- لكن ما رأيك الآن ؟
ج- أولاً : لا ينبغى فى عصر المعلومات الحالى أن يحجب شئ عن الشعوب ، وثانياً : نحن بحاجة فعلاً إلى معرفة الشعب الإسرائيلى للتعرف على ما يدور فيه ، لأنه يؤثر فى المنطقة المحيطة به.
س- وكيف يمكن أن يحدث ذلك ؟
ج- من خلال الإعلام .
س- هل تقصد الحوار معهم ؟
ج- الحوار مجرد شكل واحد ، لكننا لابد أن نعرف عاداتهم ، وتقاليدهم ، وأفكارهم ، وتطلعاتهم ، وفى نفس الوقت : ماذا يتعلمون ؟ وكيف يعملون ؟
س- ألا يوحى هذا بنوع من التطبيع ؟
ج- التطبيع أمر سوف يظل متعلقاً برغبة الشعب المصرى ، أما تلك المعرفة فإنها ضرورية ، وخاصة فى مجال التنبؤ بالأحداث . ألا يزعجك مثلى أننا قبل كل انتخابات إسرائيلية ، نظل متحيرين فيمن سيأتى للحكم ؟ !
س- وما فائدة ذلك ؟
ج- إن له تأثيراً مباشراً على القضية الفلسطينية ، وبالتالى على العرب جميعاً . فهم عندما يختارون الصقور يرفضون السلام ، ولن يقبلوا به إلا إذا اختاروا حكاماً عقلاء ومعتدلين .
س- هناك رأى يقول إن من الأفضل بقاء الوضع على ما هو عليه ؟
ج- على العكس ، فإن إسرائيل تشبه الحجرة المظلمة بالنسبة للعرب ، لا يعرفون ماذا فيها ؟ وبعضهم يتوقع أنها تحتوى على مردة وشياطين ! ! وهكذا فإن معرفة إسرائيل هى التى تظهرها على حقيقتها ، وليست فى حجم أكبر منها ، ومن اللافت للنظر ، أنها هى نفسها تريد أن يظل الأمر على هذا النحو ، لأنه يفيدها ..
س- لكن ألا تخشى من أن تقوم معرفتها بتعظيم بعض جوانبها لدى المواطن العربى؟
ج- يمكن أن يحدث هذا ، لكننا ينبغى أن نجعله دافعاً للمنافسة فى المزيد من العمل ، والمزيد من الإتقان .
س- هل سمعت بيان الحكومة ؟
ج- نعم ، وأنا شخصياً معجب برئيس الوزراء عندما يتحدث ، لأنه يقدم الأمل فى عصر يحيط به اليأس من كل الجوانب .
س- لكن ألا ينبغى أن يعتمد هذا الأمل على ثوابت واقعية ؟
ج- بالتأكيد ، لكن المشكلات أكثر من أن تعالج بقرار واحد ، أو حتى بخطة خمسية واحدة .
س- وما السبب فى ذلك ؟
ج- هناك أسباب بعضها قديم يرجع لتزايد عدد سكان مصر ، الذين يقتربون حالياً من الـ 69 مليون نسمة ، وبعضها متصل بالظروف العالمية التى تشهد حالة غير مسبوقة من الكساد ، والخوف من المستقبل.
س- لكن ألا تلاحظ معى أن المجتمع لا يعمل بكل طاقته ؟
ج- أنا معك تماماً فى هذا . وهنا نصل إلى مستوى الإدارة التى ينبغى أن تتحرر من الروتين ، وأن تتخلص من كثرة الأوراق ، والأختام ، والتوقيعات .
س- ولماذا لا نحاكى الغرب فى هذا الجانب ؟
ج- لأن الإدارة الجيدة تحتاج إلى مناخ يسمح بها . وهذا المناخ يحتاج إلى ثقافة مجتمع يرغب فعلاً فى إنجاز أعماله بالسرعة اللازمة .
س- وما رأيك فيمن نزحوا أموال البنوك ، وخرجوا بها من البلد ؟
ج- هم أشخاص منعدمو الضمير . وأنا أندهش من ذلك الشخص الذى يسرق ملياراً . ماذا سيفعل به فى الخارج ؟ وهل ستمتد سنوات حياته لكى ينفقه هناك ؟
س- كيف نعالج هذه الظاهرة ؟
ج- بصياغة جديدة لقوانين البنوك ، ومراقبة على مدى الـ 24 ساعة لحركة الإقراض وخطابات الضمان التى تصدرها . .
س- ألا ترى أن صورة رجال الأعمال قد اهتزت كثيراً بسبب هذه الانتهاكات ؟
ج- طبعاً ، لكن لابد أن نحدد المخطئ ، وأن نظل على احترامنا للإنسان المخلص والشريف . ومن المؤكد أنه ما زال هناك الكثيرون الذين يعملون من أجل الوطن.
س- لكن الشباب يعانى بشدة من البطالة ؟
ج- تلك مشكلة المشاكل التى ينبغى أن يتكاتف الجميع من أجل إيجاد الحل المناسب لها . . والخطوة الأولى هى احترام قيمة العمل فى حد ذاته . . أى عمل !
س- وما رأيك فيمن يجمع بين أكثر من عمل ؟
ج- هذا حرام فى ظروفنا الحالية . فالمفروض أن يكون لكل شخص عمل واحد ، لكى تتاح الفرصة لمن لا يجد عملاً على الإطلاق .
س- وهل من طريق لعودة الثقة فى الجنيه المصرى ؟
ج- مزيد من الإنتاج ، ومن مراعاة شروط الجودة فيه ، إلى جانب مزيد من الترشيد لما نستهلكه بالعملات الأجنبية .
- وماذا تقول الآن فى استنساخ البشر ؟
- مفاجأة علمية أذهلت العالم كله ، وفى مقدمتهم رجال الدين والأخلاق .
- لماذا ؟
- لأنهم ظلوا قروناً طويلة يؤكدون على أهمية الأسرة ، المكونة أساساً من لقاء شرعى بين رجل وامرأة لإنجاب الأطفال . . وها هم الأطفال يتم استخراجهم بدون هذا اللقاء ! !
- وماذا فى رأيك سيفعلون ؟
- سيقولون بكل بساطة أن الاستنساخ البشرى (حرام) ، ثم يذهبون لممارسة أعمالهم اليومية المعتادة . .
- لكن المشكلة ستظل باقية ، لأن العلماء كما يبدو لن يتوقفوا عن الاستنساخ ؟
- هذا صحيح . والواقع أن المسألة تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتأمل .
- كيف ؟
- الاستنساخ البشرى ليس إلا نوعاً من (التشتيل) أى أخذ شتلة ناتجة من بذرة نبات، لاستزراعها فى مكان آخر .
- إذن هو ليس خلقاً جديداً .
- على الإطلاق . الخلق من العدم سيظل مقصوراً على الله تعالى .
- فلماذا إذن يحرمه العلماء ؟
- تحريم البشر للأشياء والأفعال التى لم يحددها الله تعالى ، ولا رسله عليهم السلام ، سوف يظل مسألة نسبية ، تختلف فيها وجهات النظر ، كما أنها تختلف بتنوع الأماكن والبيئات.
- كيف ؟
- هناك مثلاً بلد عربى يحرم على المرأة قيادة السيارة ، بينما يحللها بلد آخر مجاور!
- دعنا من ذلك ، ولنعد إلى الاستنساخ البشرى ؟
- ما الذى يقلقك فيه ؟
- إنه سيقلب موازين كثيرة . وقد أصدرت الولايات المتحدة قراراً بمنعه تماماً ، وهذا يدل على خطورته .
- خطورة الاستنساخ البشرى تكمن فى سوء استخدامه على أيدى بعض العلماء والأطباء ، ذوى الضمائر الخربة . .
- كيف ؟
- حين يبدأون بإخراج الأجنة من الأرحام ليأخذوا منها أنسجة لمعالجة المرضى ، وحين يجعلون من المستنسخات مصادر لقطع غيار يبيعونها للأغنياء ! !
- لكن المشكلة فى الإنسان المنسوخ من إذن أو ذراع إنسان آخر . ما هو توصيفه القانونى فى المجتمع ؟
- إذا تم استنساخه من رجل فهو أبوه ، أما المرأة التى تحمله فى رحمها فهى أمه .
- وما الحال بالنسبة لمن تم استنساخه من امرأة ؟
- فى هذه الحالة يصبح ابن سفاح . مثل المرأة التى تحمل وتضع من أب مجهول . .
- ما أسوأ تلك الوسائل اللاأخلاقية التى اخترعها العلم !
- وما أسوأ العلماء الذين يخترعون ما يدمر الحياة الكريمة من على الأرض ! !
- ما هذا الذى حدث فى موضوع اللحوم الفاسدة ؟
- لقد صدق عليها المثل المصرى : المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .
- وما صلة ذلك بالموضوع ؟
- بعد أن صدر قرار الصحة بعدم صلاحية اللحوم وإعدامها لكى لا تصل إلى المواطنين ، تمت سرقتها . . فوصلت أيضاً للمواطنين !
- يعنى المصيبة وقعت رغم كل الإجراءات ؟
- طبعاً لا . فإن الإجراءات معيبة . لأن إعدام اللحوم كان ينبغى أن يجرى بصورة صحيحة . وهذا ما لم يحدث .
- كيف ؟
- لأن اللصوص الجشعين استطاعوا أن يدخلوا إلى أماكن إعدام اللحوم ، ويحملوها فى عرباتهم ، ويذهبوا بها لبيعها إلى الجزارين أو لإعادة تصنيعها وبيعها من جديد . . وكل هذه عمليات كان ينبغى متابعتها ، والقضاء عليها أولاً بأول .
- لكن يا أخى . . ما هذا الشر الموجود فى نفوس البشر ؟
- الشر والخير موجودان دائماً . ومهمة المجتمع تحجيم الشر ، وإطلاق قوى الخير.
- ومع ذلك ، يبدو أن الأشرار دائماً أكثر ذكاء من الأخيار .
- أبداً والله . . هناك أخيار أذكياء جداً ، وهؤلاء هم الذين ينبغى أن تتاح لهم فرصة التخطيط والتنفيذ .
- لكن المسألة لا تقف فقط عند سرقة اللحوم الفاسدة وبيعها للناس . . فهناك أيضاً الذين ذبحوا الحمير وباعوا لحومها !
- وأنا لا أريد أن أصدمك بأن هناك من يمكنه بيع لحوم البشر أنفسهم !
- إذن ما العمل ؟
- المتابعة . . المتابعة . . المتابعة .
- هناك جهات كثيرة تقوم بذلك !
- مع الأسف ، هذه الجهات حدث لها مع مرور الزمن بعض الترهل ، وسرت فى أعضائها أمراض الشيخوخة !
- يعنى نريد تجديد شباب الرقابة ؟
- أتمنى تجديد شباب الوطن كله .
- وماذا عن الشيوخ ؟
- سنظل محتاجين إلى حكمتهم والاستفادة من تجربتهم .
- لكن هناك من يظل متمسكاً بموقعه حتى آخر نفس !
- إذن علينا أن ندعو له بالصحة . . حتى يستطيع أن يمارس عمله بالكفاءة اللازمة.
س- هل رأيت جنون الأسعار ؟
ج- ورأيت أيضاً حالة الركود ، التى تعتبر عقاباً لها .
س- ما هذا الذى يحدث ؟
ج- نوع من الاضطراب ، الذى يشبه عدم تواجد عسكرى للمرور فى مفترق طرق.
س- وكيف السبيل إلى عودة الحالة إلى الاستقرار ؟
ج- من تلقاء نفسها . فالسوق عرض وطلب . وعندما يجد البائع أنه قد غالى فى تقدير سعر سلعته ، ولم يقبل عليها الجمهور سوف يعود من تلقاء نفسه إلى تخفيضها .
س- من تلقاء نفسه أم بقوة القانون ؟
ج- قوة القانون قد تنجح فى بعض الحالات ، لكنها فى الحياة الاقتصادية ضارة بحركة السوق .
س- ماذا تعنى ؟
ج- المسألة أشبه بالماء فى البحر . تعلو أمواجه وتهبط فى الوسط ، لكنها عندما تصل إلى الشاطئ تتكسر كلها على صخوره !
س- ما هذه التشبيهات البلاغية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ؟
ج- إننى ألخص بها الموقف ، بدلاً من الدخول فى النظريات الاقتصادية المعقدة .
س- وما رأيك فى توصيف الحالة الاقتصادية الحالية ؟
ج- عندما تم تعويم الجنيه ، وهذا يحدث فى بلادنا لأول مرة ، كان من الطبيعى أن تظهر فى البداية تلك (الربكة) . وطبعاً استغلها التجار الجشعون كعادتهم ، فهبط مستوى الجنيه كثيراً ، وارتفع الدولار بدون سبب .
س- طيب والريال السعودى . . لماذا ارتفع ولم يهبط على الرغم من عدم الحاجة إليه وخاصة بعد موسم الحج ؟
ج- مسألة نفسية بالدرجة الأولى . والمشكلة أننا عندما نتحدث عن الاقتصاد فإننا نهتم فقط بالعملات . . مع أن الاقتصاد أوسع بكثير من ذلك .
س- ماذا تعنى ؟
ج- الاقتصاد يشمل أسواق العمل والإنتاج والتسويق ، ثم تجئ العملة فى النهاية لتصبح مؤشراً على مستوى الأداء فى كل واحد من تلك الأسواق الثلاث .
س- ألا ترى أننا لم نعد نتحدث كثيراً عن الظواهر الاجتماعية والثقافية واقتصر حديثناً فقط على الجانب الاقتصادى .
ج- أنا معك فى أن هذا خطأ كبير . فالظواهر كلها متشابكة . ومشكلة الاقتصاديين أنهم عندما يهملون الحديث عن الجانبين الاجتماعى والثقافى فإن حديثهم يصبح كلاماً . . لا يصغى إليه أحد ؛ وإذا استمعوا إليه فإنهم لا يفهمونه !
- ماذا جرى للناس ؟
- أصبحوا لا يضحكون ، وإذا ضحكوا فإنهم سرعان ما يعودون للحزن !
- وما السبب ؟
- الأخبار السيئة والمحبطة تحيط بهم من كل جانب . وفى كل ليلة لا ينامون إلا على سماع مصيبة هنا أو كارثة هناك !
- هل هذا يحدث فى كل أنحاء العالم ؟
- أجل . . فالأرض أصبحت (قرية صغيرة) بفضل الإعلام .
- وما الحل ؟
- أن تغلق التلفزيون ، وتنام من المغرب !
- وهل هذا ممكن ؟
- طبعاً صعب . لكن من يريد أن يريح أعصابه عليه ألا يتعرض للضغوط .
- كنت أظن أن العالم كلما تقدم . . زادت سعادته ؟
- كان المأمول أن يحدث ذلك ، لكن الإنسان غبى . وهو الذى يصنع بنفسه تعاسته .
- كيف ؟
- ألم يخترع أعتى الأسلحة ليدافع بها عن نفسه ، فأصبحت موضع قلق من انفجارها فيه !
- وكيف يعيش فى أمن إذا لم يتسلح ؟
- كان يكفى إنتاج السلاح الذى يكسر إرادة العدو . . وليس السلاح الذى يقضى على البشرية كلها !
- لكن يقال أن الاقتصاد أيضاً هو أحد أسباب الأزمة ؟
- الذى يهدد الاقتصاد العالمى هى الفلوس ، أى العملات . هل تعرف أن الدول لو اكتفت بتبادل السلع والخدمات فيما بينها بدون التعامل فى النقود لاستراحت كثيراً .
- ألا يعنى هذا العودة إلى الخلف ؟
- أحياناً تكون العودة إلى الماضى أفضل من الاستمرار فى الخطأ . ألا تذكر أن الفلاح الذى كان يريد شراء محراث يعطى النجار فى مقابله كمية من القمح الذى يزرعه . وإذا أراد إصلاح ماسورة فى بيته قدم للسباك فى مقابل عمله عددا ًمن بيض الدجاج الذى يربيه !
- وهل هذا ممكن فى العصر الحديث ؟
- ممكن بين الدول . بدلاً من المبيت على صعود اليورو فى مقابل الدولار ، واهتزاز الجنيه فى مقابل الدولار . . وهى مسألة أوراق مالية تتحكم فيها بورصات لا علاقة لها بالسلع الحقيقية التى يحتاج إليها الناس فى حياتهم اليومية .
- إن ما تدعو إليه لابد أن يثير الدهشة لدى الاقتصاديين ؟ !
- أتمنى أن يقولوا لى بصراحة ما هو الأفضل ؟ أن يظل الحال على ما هو عليه، وتفقد المجتمعات ثرواتها بسبب هبوط قيمة الأوراق المالية ، أم يتوقف الجميع عن تلك (اللعبة) البغيضة ويعودوا للصواب ؟
- وهل تعتقد أن مشكلات الإنسان سوف تنتهى إذا فعل ذلك ؟
- كلا بالطبع . . فقد قال المتنبى قديماً : كلما أنبت الزمان قناة / ركب المرء فى القناة سناناً . . أى أن الإنسان هو بطبيعته صانع المشكلات . وأظن أنه سيظل يفعل ذلك طالما هو موجود على ظهر الأرض !
س- هل سمعت عن زلزال الجزائر ؟
ج - علمت أن عدد القتلى أقترب من الثلاثة آلاف ، وعدد المصابين أضعاف أضعافهم، وهذا يشبه ما يحدث فى أكثر الحروب شراسة .
س- هل تعتبر ذلك غضباً إلهياً ، أم حدثاً جيولوجياً ؟
ج - كل شئ يحدث فى الكون بإرادة الله . وهو قضاء وقدر . لكن على الإنسان أن يأخذ منه العبرة .
س – وأى عبرة فى ذلك ؟
ج - بعض إخوتنا فى الجزائر راحوا يقتلون الأبرياء للتعبير عن موقفهم السياسى . ومن الغريب أنهم يرتكبون ذلك تحت شعار الدين .
س- ألا ترى أنهم يفعلون ذلك احتجاجاً على ما يجرى ، وبدافع الاحباط ؟
ج - مهما بلغ الإحباط فإنه لا يدفع الإنسان ليقتل إنساناً آخر من أجل التعبير عن موقفه . والذى يريد السياسة عليه أن يدخل ملعبها ، ويلعب بشروطها .
س- لكنه أحياناً لا يتمكن من ذلك . أو بالأحرى لا يمكنه الآخرون الذين فى الملعب.
ج - عليه أن يثابر فى المطالبة . وعصرنا الحديث يمتلك من وسائل الإعلام والاتصال ما يساعد أى إنسان فى العالم على أن يعبر عن رأيه ، ويعلن موقفه .
س- أرى أنك تميل إلى أن ما حدث عقاب إلهى ؟ !
ج - لا تنس أن الجزائر من أروع البلاد العربية فى طبيعتها . فقد حباها الله تعالى مجموعة من الجبال الشاهقة ، والتضاريس المتنوعة ، والشواطئ الطويلة على البحر المتوسط . . وهى حتى الآن لم تستفد من ذلك كله .
س- لكنها تخلصت ببطولة من الاحتلال الفرنسى ؟
ج - فعلاً ، وضرب شعبها أروع الأمثلة فى الدفاع عن أرضه حتى انتزع استقلاله . . لكن بأسه ارتد إليه ، وراحت جماعاته تتصارع فيما بينها من أجل السلطة .
س- ومتى يتوقف هذا النزيف ؟
ج - حين يدرك الجميع أن مصلحة الوطن فوق الجميع . وأن العمل من أجل الأجيال القادمة واجب مقدس يعلو على كل المكاسب السريعة للجيل الحالى .
س- ألا توجد طريقة للحد من آثار الزلازل على حياة الناس ومنشآت المجتمع ؟
ج - اليابانيون لهم تجربة فريدة فى ذلك . ولأن بلادهم تقع فى حزام زلازل مستمرة ، فقد أنشأوا مبانيهم بمواصفات خاصة ، حتى أن الزلزال أصبح يقع وهم جالسون فى مكاتبهم . وقد رأيت بعضهم يسند أجهزة الكمبيوتر حتى لا تقع من الاهتزاز!!
س- ما الواجب على الشعوب العربية تجاه إخوتهم فى الجزائر ؟
ج - المساعدة السريعة . وجاء قرار الرئيس مبارك بإرسال مساعدات طبية وغيرها للجزائر ليقول لشعبها أن مصر معكم دائماً فى الضراء قبل السراء !
سين - هل قرأت تقرير التنمية البشرية لسنة 2002 / 2003 الذى أصدره منتدى الاقتصاد العالمى فى سبتمبر الماضى ؟
جيم - قرأته ، وحزنت جداً على خروج مصر من المنافسة التنموية لدول الشرق الأوسط والمنطقة العربية !
سين - وهل توجد دول عربية أخرى ؟
جيم - ضمن الدول التى حققت أعلى معدلات تنمية فى العالم ، توجد تونس والمغرب والأردن .
سين - وعلى أى أساس يقيمون تلك الدول ؟
جيم - على أساس تحقيق أعلى معدلات التنمية فى مجالات التعليم ، والطاقة ، والتكنولوجيا ، والاتصالات ، والاستثمار ، والتجارة الخارجية ، والتنمية السكانية.
سين - ألا يمكن أن يخطئوا فى تقديراتهم ؟
جيم - ممكن جداً . . لكن يبقى أن مثل هذه التقارير يكون لها تأثير على مصداقية الدولة فى الخارج ، وينعكس بالسلب على إقبال الاستثمارات عليها .
سين - وماذا نفعل ؟
جيم - نعاود العمل من جديد ، ونبذل جهداً أكبر ، ونحرص على الوصول إلى معدلات أعلى .
سين - وكيف يكون ذلك ؟
جيم - بمتابعة يقظة للأداء ، وإبعاد المهملين والمتسيبين والكسالى من مواقع النشاط.
سين - وهل هذا ممكن ؟
جيم - كل شئ ممكن طالما تحدد الهدف ، وخلصت النوايا للوصول إليه .
سين - لكن ألا ترى أن هناك معوقات كثيرة ؟
جيم - أنا معك فى ذلك . ومع ذلك فقد وهب الله تعالى الإنسان عقلاً يستطيع أن يتجاوز به كل العقبات ، بل وأن يخرج إلى الفضاء ويتجول فيه !
سين - ما هى نقطة البداية ؟
جيم - أن يقوم كل إنسان بوظيفته المحددة ، وألا يجمع بين أكثر من وظيفة واحدة .
سين - لكن هل تنكر أن لدينا كفاءات ؟ !
جيم - فى الغرب ، هناك فرق واضح بين أهل السياسة ، وأهل التشريع ، وأهل التنفيذ ، وأهل العمل اليدوى ، وأهل الفكر – ولا يوجد تداخل أو تشابك بين جماعة وأخرى.
سين - لكن الروتين أيضاً له تأثيره .
جيم - أى إدارة تحتاج إلى الروتين ، الذى يعنى سير الأمور على وتيرة منتظمة . لكنه إذا خرج عن ذلك ، وأصبح مصدر تعطيل وعرقلة فإنه يستحق النسف !
سين - لكن المجتمع أيضاً يبدو أحياناً متكاسلاً ، وخاصة فيما يتعلق بقضايا التنمية .
جيم - هذا ما لا ينبغى التعلل به . فأى شعب فى العالم حين يجد مصلحته فى التطوير سوف يندفع إلى مناصرته ، لكنه حين يرى أن التطوير لا يحقق له فائدة ، فإنه يتجاهله ، ويظل فى مكانه !
سين - وكيف تجعله يعتنق فكر التطوير ؟
جيم - بتقديم القدوة أمامه ، ومكافأة المجتهد ، واستبعاد المهمل والانتهازى .
(الدنيا حر)
سين- أصبح الجو لا يطاق ، فماذا نفعل ؟
جيم - نحن فى قلب شهور الصيف ، وعلينا ألا نتعرض كثيراً للشمس .
سين- حتى خارج نطاق الشمس ، الجو لا يطاق ؟
جيم – نستخدم ما تيسر من تحريك الهواء الراكد ، مثل المراوح والمكيفات ، ونتقرب ما أمكن من النيل ، ونجلس تحت الأشجار ، وبالقرب من الخضرة .
سين- هل يكفى ذلك ؟
جيم – طبعاً لا . . فلابد من تقليل الطعام الذى يزيد من حرارة الجسم ، ويمتلئ بالدهون والنشويات والسكريات ، كما ينبغى أن نكثر من شرب الماء .
سين – إننا نفعل ذلك كله ، ومع ذلك فإن الحر شديد ؟
جيم – مطلوب أيضاً تقليل الحركة ، وتخفيف حدة الانفعالات .
سين – وكيف نتجنب ذلك ؟
جيم – بمجرد انتهاء العمل الواجب ، نستقر فى البيوت ، ولا نملأ الشوارع بالسيارات التى تزيد من سخونة الجو ، وتلوثه بعوادمها السامة !
سين – هل الحر عندنا فقط بهذه الدرجة الحادة ، أم أنه قاسم مشترك بين سائر البلاد؟
جيم – عموماً درجة حرارة الأرض كلها ارتفعت . والعالم كله يعانى من الحر الشديد ، بل ومن نقص الأمطار ، وتآكل مساحات الجليد فى القطبين .
سين – وما رأيك فى ضربة الشمس ؟
جيم – قاتلة . ورؤوسنا تحتاج دائماً إلى غطاء يحمينا من سقوطها المباشر علينا .
سين – هل من حل ؟
جيم – توجد حلول طبية لم أجربها . إنما الذى تعلمته من أسرتى منذ كنت طفلاً ، أننى أذيب بعض الملح بماء بارد قليلاً فى نصف فنجان وأقوم بتقطيره فى أذنى ثم أسرع بإخراجه منهما . بعدها تروح ضربة الشمس تماماً .
سين – والملابس ؟
جيم – هذه مشكلة . فقد انتشرت المنسوجات المصنوعة من الألياف الصناعية ، التى تمنع مسام الجسم من التنفس ، كما هو الحال فى الملابس القطنية أو الكتانية.
سين – طيب ، والمشروبات الغازية ؟
جيم – أعتقد أنه يجب التقليل منها ما أمكن ، وأفضل منها شرب الماء البارد وليس المثلج ، وعلينا ألا نتخلى عن مشروباتنا الشعبية مثل العرقسوس والتمر الهندى . .
سين – وكيف نقضى أوقات الفراغ فى مثل هذا الحر ؟
جيم – فى مشاهدة التلفزيون ، إذا كانت برامجه مسلية ، أو فى القراءة ، وهذا أفضل كثيراً . . أو فى محادثة إنسان مريح ، وليس شخصاً مثيراً الأعصاب .
سين – هل تعتقد أن مثل هذا الشخص يساعد على زيادة الإحساس بالحر ؟
جيم – إنه هو نفسه مصدر من مصادر زيادة حرارة الأرض ! !
سين – لماذا أصبحت الفاكهة مليئة بالماء ، وغير متماسكة ؟
جيم – لأن نسبة الهرمونات بها عالية .
سين – ولماذا علت النسبة بهذا الشكل ؟
جيم – بسبب جشع المزارعين فى استعجال نضج المحصول قبل أوانه الطبيعى ، وكذلك لزيادة حجم الفاكهة ، وبالتالى وزن المعروض منها للبيع !
سين – وما ضرر ذلك ؟
جيم – على الصحة . . مدمر ، وعلى الحياة نفسها . . مقصر للعمر .
سين – وماذا نفعل ؟
جيم – حاول أن تشترى فاكهة من تلك المكتوب عليها أنها زرعت بصورة طبيعية .
سين – لقد رأيتها فى بعض أجنحة السوبر ماركت ، لكنها غالية جداً ؟
جيم – هى بالفعل كذلك ، لأنها نمت ونضجت بصورة طبيعية ، أما الفاكهة الأخرى فقد انتهك أصحابها قوانين النمو الطبيعى .
سين – هذا يعنى أن الذى معه نقود سيحافظ على صحته ، بينما يعرض محدود الدخل صحته وحياته للخطر ؟
جيم – عموماً . . ربك هو الحافظ . لأنه يمنح الإنسان قدرة على المقاومة ، وصموداً فى مواجهة الأخطار .
سين – هل تعلم أن الأطباء عندما منعونى من اللحوم ، لجأت إلى الخضروات والفاكهة ، لكننى وجدتها بهذه الصورة ، فإلى أين ألجأ ؟
جيم – لأول مرة ، لا أدرى بماذا أجيبك . فقط ألجأ إلى الله ، فهو القادر وحده على معاقبة الغشاشين ، الذين فقدوا ضمائرهم !
سين – وماذا أفعل الآن . . الفاكهة لا تستمر فى الثلاجة أكثر من عدة ساعات ثم يتحول لونها ، ويتكرمش جلدها ، وتصبح مثل الدمامل القابلة للانفجار ؟ !
جيم – هذه بالتأكيد فاكهة معطوبة ، ولابد من إلقائها فى القمامة ، حتى لا تدخل فى نسيج بدنك ، وتؤذيه .
سين – وكذلك الطماطم ، والخيار ، والجرجير . . وحتى البطاطس . . الشئ الوحيد المعقول هو البصل !
جيم – احمد الله على أن شيئاً واحداً قد نجا من الغش . وعموماً فإن البصل من أجود العناصر الغذائية ، ويمكن أكله نيئاً ، ومطبوخاً ، ومشوياً ! !
سين – لكن . . ألا يوجد حل ؟
جيم – طبعاً يوجد لكل مشكلة حل . وهو فى رأيى يتمثل فى فرض عقوبات على التجاوز فى استخدام الهرمونات الكيماوية فى الزراعة .
سين – فقط ؟
جيم – وكذلك فرض عقوبات مماثلة على المتاجرين فيها ، وباعتها . .
سين – عقوبات . . عقوبات . . ولماذا لا يلتزم المزارعون والتجار بالقانون ؟
جيم – ليس بالقانون وحده يعيش المجتمع . فهو يحتاج إلى مساندة الأعراف التى تقوم أساساً على الأخلاق . وما دامت هذه قد ضعفت فإن القانون يصبح وحده فى العراء . . بدون سند ! !
- ما رأيك فى السعر الموحد لتذكرة المترو ؟
- أصبح 75 قرشاً لكل المحطات . فاستفاد من كان يدفع جنيهاً ، وظلم من كان يدفع خمسين قرشاً .
- لكن هذا العمل سوف يقضى على مشكلة الفكة ، وما ينتج عنها من تكدس على الشبابيك ، وقد سبق أن شكوت أنت من ذلك !
- هذا صحيح لكن مبلغ الخمسة وسبعين قرشاً لن يتوافر دائماً لدى كل الركاب .
- لماذا ؟
- لأن كلاً منهم سوف يدفع جنيه ، أما موظف شباك التذاكر فسوف يتعلل بعدم وجود الباقى معه وهو ربع جنيه . . وهنا إما أن يتركه له الراكب ، أو يذهب للبحث عن فكه !
- يعنى كأنك يا أبو زيد ما غزيت .
- فعلاً . . لأن المشكلة تم حلها بطريقة غبية جداً . وكان المفروض أن تحل عن طريق توفير (الفكة) اللازمة فى شبابيك التذاكر .
- لكن هذا العمل سوف يتطلب تدخل جهات أخرى ، غير جهة المترو . . وهذا سيؤخر حل المشكلة .
- هذه هى الكارثة . . أن كل جهة تعمل بمفردها ، وتسعى لحل مشكلاتها . فى إطارها الضيق ، ودون تعاون مع غيرها من الجهات المعاونة ، مع أن الجميع يعمل فى ظل حكومة واحدة .
- وما الحل ؟
- فى الاتحاد الأوربى ، بدأوا يستخدمون (اليورو) ، وقد أطلعنى أحد الأوربيين عليه وعلى مشتقاته .
- كيف وجدتها ؟
- عملات معدنية ثقيلة ومحترمة وتحمل قيمتها فى ذاتها . والأهم أنهم سكوا اليورو ثم نصف اليورو ثم 20% منه ، ثم 10% ، ثم 5% وأخيراً 1% وهو ما يشبه عندنا المليم بتاع زمان . . تصوْر !
- وما السبب فى ذلك ؟
- لكى يشترى كل إنسان بالمبلغ المحدد الذى يقدر عليه ، ويرد له البائع باقى الثمن بواحد على المائة من اليورو . . وهكذا لا يظلم أحد الطرفين .
- يعنى لو أننا نستخدم اليورو ومشتقاته فى المترو لن تحدث أى مشكلة ؟
- أعتقد هذا . . لكننى أخشى من أن العفريت الموجود خلف شباك التذاكر سوف يأتى صوته من الداخل ليقول أيضاً : مفيش فكة !
لكل سين جيم
كتب لى الطالب عيسى محمد عبدالعزيز بالسنة الثانية بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنوفية رسالة على البريد الإلكترونى جعل عنوانها (سين بدون جيم) يقول فيها : هل جميع المصريين فراعنة ؟ ويستفسر عما إذا كان ما تعرضت له مصر من احتلال مملوكى عثمانى إنجليزى وغيره ، والاختلاطات التزاوجية والثقافية وغيرها – قادراً على تغيير الجنس والأصل الفرعونى ؟ يعنى : ابننا العزيز يريد أن يقول إن ما مر بمصر عبر القرون من احتلال أجنبى واختلاط كان له تأثيره على نقاء الجنس الفرعونى . وللتوضيح المبدئى أقول إنه لا يوجد جنس فرعونى ، لأن فرعون هو لقب حاكم مصر فى عصورها القديمة ، أما المصريون القدماء فهم الشعب الذى استوطن وادى النيل من حدود السودان حتى شواطئ البحر المتوسط . ومن المعقول جداً أن يلاحظ أن كثرة الفترات التى تعرضت فيها مصر للاحتلال الأجنبى توحى بعدم صفاء العنصر المصرى تماماً ، خاصة وأن بعض فترات الاحتلال استمرت أكثر من ستمائة سنة . مثلما حدث للاحتلال الرومانى . لكننا ينبغى ألا ننسى أن الأصول العرقية للشعوب قد تختلط بغيرها لكنها لا تفقد خصائصها الأساسية ، تماماً مثل ماء البحر المالح الذى يستقبل بدون انقطاع مياه الأنهار والأمطار العذبة لكنه لم يتحول بها إلى ماء عذب أو حتى أقل ملوحة . والثابت أن الشعب المصرى على الرغم من تعرضه لأنواع مختلفة من الاحتلال الأجنبى ، وضرورة امتزاج بعض عناصره بها عن طريق التزاوج ، إلا أنه فى مجموعه ظل محتفظاً بشخصيته الأساسية ، وعاداته المحلية . وقد جاء الغزاة وراحوا دون أن يتركوا فى ملامح الشعب المصرى سوى بعض الخطوط البسيطة ، منها على سبيل المثال اللون الأخضر أو الأزرق للعيون ، واللون الأصفر للشعر ، لكن بعد ذلك ، يظل المصرى مصرياً بأصله وانتمائه لتلك الأرض التى نشأ عليها ، والنيل الخالد الذى شرب منه . أضيف لابننا العزيز أنه لا يكاد يوجد شعب من الشعوب إلا وحدث له احتكاك مع غيره من الشعوب ، وأن هذا الاحتكاك أو الاختلاط كان دائماً نقطة قوة ، وليس نقطة ضعف ، لأنه يصبح مثل تسميد التربة لتصبح أكثر قوة ، وتطعيم الشجرة لتخرج ثمرة جديدة تجمع بين نوعين دون أن تنفصل عنهما .
أما إذا كان ابننا العزيز يقصد من سؤاله أن المصريين القدماء الذين بنوا تلك الحضارة الرائعة على ضفاف النيل قد انقرضوا ، ولم يعد الجيل الحاضر يمثلهم لأنه أقل طموحاً ، وأضعف إنجازاً ، فهذا شئ آخر ، يتطلب إجابة أكثر تفصيلاً .
وأخيراً فإننى أشكر لابننا عيسى هذا الاهتمام ، كما أشكر الكثير من زملائه وزميلاته الذين يبعثون لى برسائلهم معلقين أو مستفسرين ، وأعتذر عن عدم الرد على كل الرسائل لكن يسعدنى أنهم يستخدمون الكمبيوتر فيما يفيد . كما أرجو من كل كتاب الصحف أن يضعوا عناوينهم على الـ E.mail حتى يتواصل معهم هؤلاء الشباب ، ويكتبوا لهم ما يرغبون فعلاً فى معرفته .
مع اطيب التمنيات حامد طاهر
|