دوائر الحياة
كيف يمكن للإنسان فى العصر الحاضر
أن يعيش سعيداً ؟
فإذا لم يتحقق له ذلك ،
كيف يمكن له أن يكون مرتاح البال ،
آمنا على نفسه وأهله ،
مطمئناً على مستقبله ؟
إن الواقع
بتركيبته المعقدة ،
وضغوطه المتراكمة ،
وانغلاق أبوابه ونوافذه فى كثير من الأحيان
يلتف بخيوطه التى تشبه خيوط العنكبوت اللزجة
فيعطل الكثير من طاقته
ويكاد يوقف حركته
حتى ينتهى به المطاف أحياناً . .
إلى الاعتراف بالهزيمة ، والاستسلام
وهكذا يجد نفسه ،
بعد أن كان مليئاً بالتفاؤل والأمل ،
ضحية ملقاة على تراب اليأس والإحباط .
لكن الكثير من الناس
الذين تقابلهم فى الشارع
أو فى العمل
يحاولون التغلب على تلك الحقيقة
ويرفضون قبول النهاية الموجعة
فيلجأون إلى الانشغال بأعمالهم
أو بهواياتهم .
ويسعى كل منهم بشتى الوسائل
مع بذل مزيد من الجهد
لتحقيق قدر من المتعة لنفسه
كتعويض عما فقده منذ البداية . .
ولكن هيهات !
فالرغبات كثيرة ومتنوعة
والتطلعات طويلة وعريضة
أما العمر فإنه للغاية محدود
والحوادث واردة
والأمراض متربصة
كما أن الشيخوخة
تنتظر الجميع . . قبل نهاية النفق .
|