الكِتابة
الكتابهْ
ما الكتابهْ ؟
إنها مَحضُ تَخاريفٍ ، وأوهامُ ( غَلَابهْ )
إنَّها طَفحٌ على الجلد ، وشكٌّ وكآبهْ
إنها نوعٌ من السُّم الذي يغرس في الأضلع نابهْ !
* *
الكتابهْ
كلماتٌ وحروفٌ ، وسطورٌ تتنامى ..
إنها نقشٌ على الماء ، وإزجاءُ فَراغٍ ، وسآمهْ
تارةً تعلو مع الرِّيح ،
وحينًا تتهاوى في تضاعيف القمامهْ !
* *
الكتابهْ
مثلما تدوي ذبابهْ !
يتلاقى حولها الأجربُ ، والأعرجُ ، والمخمورُ ،
والشيخُ المهاترْ
كلهم يُقسِمُ أنَّ الحرفَ يسمو في يديه .. ويُسافرْ
كلُّهم يحسَب أن الكونَ مُصْغٍٍ
والحيارَى تتلقَّى من محيَّاه البشائرْ !
* *
الكتابهْ
ملأتْ كلَّ المراحيض ،
وصارتْ تتمطى في كراريس المدارسْ
أصبحتْ أحجبةً تحت المناديل ،
وغابتْ بين طِيَّات الملابسْ !
أثقلت كل ملفات المحامين ،
وباتت في تقارير ( المباحسْ ) !
* *
الكتابهْ
لحنوها ، فغدت أغنيةً
يشدو بها الجائعُ ، والعريانُ ،
والمُلقَى بأحضان الرصيف
زيَّنوها بالتصاوير ، فجاءت في مقالاتٍ ،
وصارت كُتُبًا ..
لم تقدِّم للذين ازدردوها ..
غيرَ وصفٍ خارجيٍّ للرغيف !
* *
الكتابهْ
حينما كانتْ على صخر المعابدْ
ظنَّها الناسُ عقائدْ !
ثم لمَّا أقبل السلطانُ ، صارتْ فرمانًا ..
يتحدى كلَّ صامدْ !
كَتمت في صدرها الحزن .. وما عادت تُجَاهِدْ
ولأنَّ الدهرَ قاسٍ ،
قصَّرت فستانَها ، دارت على كلِّ الموائدْ ..
واشتراها ألفُ قاصِدْ !
* *
الكتابهْ
خرجت عن طوعهم ذات صباح ،
حَبسوها ..
هرَبت من سجنها ،
حطَّت على بعض الحوائط ..
شطبوها !
وعلى أعمدة النور ،
استفاقوا .. مزَّقوها !
كَسرت أقلامها
وانكفأت تَبكي من القهر ،
وتحت الليل .. تسري همسات في القصائد
ومع الفجر ، تمسُّ الأرض في دعوة ساجد !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|