الكافتيريا
كان ( الحاج على )
صاحب ( مقهى الأزهار )
على ناصية الحلميهْ
يتلقّانا كل مساء بالترحاب ،
ويجلس أحيانا معنا ..
يتحدث عن أيام فتوته الرائعة ،
ويحكى عن زيجته السابعهْ ،
ويدهشه .. أنّا لم نتزوجْ حتى الآنْ !
** **
وصبىّ المقهى ( شعبانْ )
كان فتى .. يمتلئ نشاطا ومروءهْ
يحفظ ما يطلبه كل منا ..
حتى المذياعْ
يسمعنا ما نرغب فيه ،
ويغلقه إن أصبح ممجوج الألحانْ !
** **
كان المقهى واحتنا
فى صيف اليوم القائظ ،
مسلانا من ضجر العمل المكرورْ !
كان المدفأة بأيام البرد المرتعشهْ
نتجمع فيه .. نتحدث ، نحلم ،
نحزن أو نفرح ،
نفترق لديه .. على موعدنا ،
فى اليوم التالى !
** **
مات ( الحاج على )
باعت زوجته المقهى ،
عادت للريف ، وقالوا : اصطحبت شعبانْ !
صار المقهى كافيتريا
يُسمع فيه ( خوليو ) .. ( داليدا ) ..
( مايكل جاكسون )
ويجئ إليه فتيان أصغر سنا
تدخله فتيات يجلسن ،
ويأكلن ( البيتزا )
ويقهقهن مع الفتيان !
قال صديق :
ــ لم لا نذهب مثل الناس ؟
دخلنا ..
كان دخان سجائرهم مختلطا بالتكييف ،
وكل اثنين بركن منفرد ،
جاء ( الجرسون ) ،
طلبنا شايا .. لم يبد سعيدا ،
لم نقدر أن نطلب منه تهدئة الموسيقى ،
أطرقنا ..
مر الوقت .. بطيئا ، وثقيلا ، ومليئا بالضوضاءْ
أحسسنا أنّا غرباءْ
نهضنا ..
قال صديق :
ــــ هيا نذهب ناحية النيل
وقال الآخر :
ــــ بل ناحية الصحراءْ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|