السوبرماركت
كانت زوجة ( ابراهيم البقالْ )
امرأة مصبحة الوجه ،
ومفرطة فى السمنهْ
لكنى لم أعرفها إلا طيبة القلب ،
عطوفا جدا
كانت تعرف أطفال الشارع فردا .. فردا
وتنادينا أحيانا ، فتلاطفنا ..
تسألنا عن أخبار الأهل ،
وتعطينا الحلوى .
** **
فى بعض الأحيان
كانت تتركنا فى الدكّان ،
لنحرسه ، ونراعيهْ
كنّا نتبارى أن نرضيها ،
فنبيع لأنفسنا بعض بضائعه ،
حتى نعطيها الأثمانْ
كنّا نشعر حين نراها مبتسمهْ
أن الكون أمانْ !
** **
ذات مساء ..
أغلقت الدكان ، وكانت تبكى
دمع صافٍ ، ونشيج عات متكتّمْ
لم نجرؤ أن نستوقفها ..
كنا أصغر من أن نسأل سيدة ،
عن سر بكاها ..
لكنا كنا نتألم !
** **
فى المنزل ..
قالت أمى :
ــت طلقها الملعون ،
وقالت أختى :
ـــــــ زوجته الأخرى أرفعْ !
انفجروا ضحكا
لم أتمالك نفسى ، فصرخت بهم
ـــــ قسما هى أروع
سكتوا ..
حين التفتوا نحوى ..
وجدونى أبكى !
** **
مضت الأعوام ..
وحين رجعت لشارعنا
أدهشنى أن أجد الدكان
فى موضعه .. نفس الدكان
لكن اللافتة امتلأت بالعنوانْ
( إبراهيمكو .. سوبرماركتْ )
ونظرت بداخله ،
فإذا امرأة فى منتصف العمر تدخّن ،
والجدرانْ
قد زادت بعض اللألوانْ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|