المطار
كنا .. إذا أتى القطار بالأحبابْ
نصطف عند البابْ
أحضاننا تضمهم ..
تحملهم أهدابْ !
وحينما يودعوننا
ولا يكون غير أن نحتمل الفراقْ
تحوطهم عيوننا لآخر الرصيفْ
منديلنا المبتل بالدموعْ
يعلو مندّيا لهم سخونة الهواءْ ..
مرفرفا على رؤوسهم
لآخر المدى !
وفى طريق العودة المنفردهْ
كنا نحدّث الحقول عن حنينا لهمْ
ونسأل الطيور ..
أن تبثّ شوقنا لهمْ
وفى ليالى الوحدة المفتقدهْ ..
كنا نناشد النجوم ،
نشتكى إلى القمرْ
لعله عن وجدنا .. يخبرهمْ !
** **
واليوم فى المطار
حيث ممرّ الأمن ، والحواجزْ
تبعدنا عن احتضانهمْ
لا نستطيع أن نقول ما نريده لهم
نلمحهم يهرولون ..
منشغلين بالحقائب ..
منهمكين فى الأختامْ
وفجأة يلوّحون
ويختفون .. دونما كلامْ !
** *
فى صالة المطارْ
يرتجف الفؤاد رهبةً وبردا
وعادة يطول الانتظارْ
ولا يفيد الشاى ،
والحلوى ..
ولا الجرائد المختلفةْ !
أراقب اللوحة فى انكسارْ
الطائرات مسرعهْ
قادمة .. ومقلعهْ
وأسأل المضيفة التى بلون الثلجْ
ـــ متى تجئ الطائرهْ ؟
فتنحنى على جهازها الصغير قائلهْ :
ـــ تأخيرْ !
** **
ألمحهم ..
من صالة الوصول يعبرونْ
لصالة الجمرك يدلفونْ
يروننى ..
أقسم أنهم محطّمون !
وعندما أصحبهم لخارج المطارْ
يكون ضوء الفجر قد أطلّ ،
والمؤذن الوديع يوقظ السكونْ ..
وهم من الإرهاق .. نائمونْ !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|