التليفون
كنا فى الزمن الماضى ..
نقضى أحلى لحظات العمر ،
ونحن نسطر للأحباب خطاب مودهْ
نخبرهم عن أشواق القلب العطشانْ
ونحدثهم عما لاقينا ..
من أحداث مؤسفة ،
ومواقف مضحكة ،
نتخيلهم ..
يتلقّون رسائلنا بالأحضانْ
كنا نكتب أحيانا ما لا ننطقه ..
أو تعثر فيه الشفتان !
نمتاح من الأعماق خباياها ..
ونسجل أصفى حالات الوجدان !
ولكى نعطى ما نكتبه بعض الإيحاءاتْ
كنا نتفنّن فى وضع خطوطٍ ،وعلاماتْ
كنا نكثر من عدد الصفحاتْ ،
ونرجوهم .. ألا يختصروا !
** **
واليوم إذا هزتنا الذكرى
واشتد الشوق إليهم ..
حدثناهم تلفونيا
بعض الكلمات عن الصحهْ
بعض الكلمات عن الأولاد ،
وندخل فى ( الموضوع ) مباشرة ،
ننهيه على عجلٍ ،
حتى لا يحتسب ( العدذاد ) .. مكالمةً أخرى !
** **
هذا الجرس الداوى فى أركان البيتْ
قد أصبح يكسر أوقات سعاتنا ..
ينزعنا من لحظات الصفو ،
ويحرمنا أحيانا ..
من أغلى الأحلامْ !
** **
جرس التليفونْ !
نعدو .. نلتقط ( السماعةْ )
ليس المتحدث من نتوقعْ !
** **
جرس التليفونْ !
نعدو .. نلتقط ( السماعةْ )
جارتنا تتلمس بعض الأخبار ،
لتنقلها لامرأة أخرى !
** **
جرس التليفونْ !
أحد يلهو بمعاكسة صبيانيهْ
** **
جرس التليفون !
أحد يستفسر عن ..
مستشفى الأمراض العقليهْ !
** **
جرس التليفون !
نظل بموضعنا ..
نقسم ألا نتحرك ،
نتركه يعوى ، ويرنّ ،
وحين يكف عن الصرخاتْ
نتبادل بعض النظراتْ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|