منهجان للإصلاح
ـــــــــــ
الذين ينحازون للإصلاح
ويريدون تحقيقه
ليس أمامهم سوى طريقين
أو منهجين لا ثالث لهما :
إما منهج الابتكار،
وإما منهج المحاكاة .
ـــــــــ
يقوم منهج الابتكار أساسا
على تجارب الصواب والخطأ
فى حل أى مشكلة أو معضلة
وهذا يتطلب قدرا ضروريا
من الذكاء وقوة الملاحظة
والقدرة على وضع الفروض العلمية
ثم محاولة تجريبها
فإن ثبتت صحتها أخذ بها
وإن تبين فشلها
تم التحول إلى فروض أخرى
حتى نصل إلى حل صحيح نأخذ به
والمهم هنا أن الفرض الفاشل
لا ينبغى إهماله
بل يظل حاضرا فى أذهاننا
حتى نتجنب تكراره مرة أخرى !
ومن متطلبات هذا المنهج :
الاعتماد على الذات ،
والتصدى المباشر للمشكلات الحقيقية ،
والمثابرة فى العمل وبذل الجهد ،
والمتابعة الدقيقة لمراحل التنفيذ .
ــــــــــ
وبالنسبة لمنهج المحاكاة ــ
الذى قد يظنه البعض بسيطا أو ساذجا ــ
فإنه يقوم أساسا على استيراد حلول المشكلات
من الدول التى سبقت ونجحت فى حلها
وهذا يتطلب مجموعة من الشروط :
تحديد المشكلات المزمنة والطارئة ،
ووضع قائمة بأولوياتها .
الرغبة الأكيدة فى حلها .
الاطلاع الواسع على تجارب المجتمعات الأخرى
فى التصدى لها ، وأسلوب القضاء عليها .
القدرة على حسن الإصغاء ،
والالتزام بآداب التعلم ،
وإدراك قيمة التعاون العالمى
دون رفض أو استعلاء !
ــــــــــ
أكتب هذا كله
بمناسبة توجه مجتمعنا
نحو إيجاد حلول لمشكلاته
فى مجالات : الطاقة والمياه
والمواصلات والإسكان
والصحة والتعليم
بالإضافة طبعا إلى مشكلات :
الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة
والسؤال الآن :
هل لدى المسئولين عن هذه المشكلات
حدود واضحة بين المنهجين
اللذين ذكرتهما ؟
أم أنهما متداخلان فى أذهانهم ،
ولعلهما أحيانا متناقضان ؟!
ــــــــــــــــــــــ
|