ليل وفجر وغروب
غروب:
ها هو الغائب عادْ
بعد أن طاف طويلًا في البلادْ
وثوى الطير أخيرًا.. بين أغصان الشجرْ
**
أبطأ الجداولُ سيرَهْ
وتلوّثْ في المكانْ
نسمة، دافئة، محتضرهْ!
**
كرة الشمس وراء الأبنيهْ
وصغار الحيْ لمّا يدركوا
أن وقت اللهو.. راحْ
وأتت أم تنادي طفلها
**
خلع العائد عند الباب نعلَهْ
وطوى الدرب سكون سرمديْ
لمست فيه جبينَ الأرض أهدابُ السماء
وتهادى صوت شحاذ عجوز . .
بالدعاءْ
**
ليل:
أغلق الأبوابَ عمالُ المقاهي
وخلا الشارعُ . . إلا من سعال العائدين
نبحتْ بعض الكلابْ
ومضى الشرطيّ من درب إلى درب يدخّنْ
صارت الظلمة أدكن
وتلاقت حول صندوق القمامهْ
قطط ذات مخالبْ
وعيون مثلما الفحم المحميْ. .
تتعاوى، وتمزّقْ
فتح الشرفة كهلٌ
بحثت عيناه في كل اتجاه
وتمطّى . .
ثم أغلقْ !
فجر:
الرطوبةْ
ذوب عشب ودخانْ
ملأ الصدر بأنفاس رطيبهْ
وخطى الجند إلى ثكناتهم تهوى رتيبهْ
وعلى الأسطح أصداء الأذانْ
وبقايا النوم في بعض العيونْ
تتلاشى كلما انسكب الضوء بطيئًا
في المكانْ
**
بائع الألبان جاءْ
والأواني اندفعت من كل بابْ
وانبرت سيارة مسرعة دون اعتناءْ
وعلا صوت الأغاني..
فتَّحت أقفالَها بعض المحلات الصغيره
وبدت من آخر الدرب فتاة بضفيره
وعلى الصدر كتابْ
|