أحبك يا مصر ..
قصيدة للدكتور حامد طاهر
أحبك يا مصر رغم السكوت
أحبك .. حتى أموت
***
أحب صباحك حين يرش الحقول ،
وليلك حين يضم البيوت
***
أحبك حين تزغرد فلاحتك
وحين تدارين دمعك فى لحظة الحزن
عن شامت يبغضك
***
أحبك يا مصر حبا
تمكن فى القلب مثل ثبات الهرم
ومثل المآذن صاعدة للسماء
تسوق الدعاء ، وتبدى الندم
ومثل الكنائس ،
حين تفضفض أجراسها بالألم
***
أحبك يامصر فى النيل ،
حين يهل علينا
فيروى العطاش ، ويغذو الجياع
وحين يريح الرعاة ظهورهمو فى حماه
يطيب الغناء ، ويحلو السماع !
***
أحبك يامصر
بعد حلول المآسى ،
وأنت تقومين كى تستعيدى قواك
وتنطلقى من جديد
مئات العواصف هبت عليك ،
وما زلت صامدة كالحديد
وفيك من الله ما يدفع الشر عنك ،
ولو لم تزوديه أو تتقيه
***
مباركة هذه الأرض ،
موسى ، وأتباع عيسى ،
ورايات أحمد . . مرت بها
وامتزجت بذراتها
وبثت الروح في نخلها
وجذور أشجارها
فضارت مضمخة بالعطور
وكل الزوايا بخور
***
أحبك يا مصر
ليس أمامك حب
ولا حب قبلك
أنت التى فى هواها أدور
وكل الجمال الذى ذبت فيه وغنيت له
ما كان إلا انعكاس جمالك فوق البدور
***
رماد الأحبة هذا الذى نام فى أرضك الطيبه
وسيرتهم تملأ الدار والمصطبه
وحين تطل علينا زياراتهم
تهدهد أحلامنا المتعبه
***
لعبنا صغارا بحاراتها
وجبنا كبارا ميادينها
وحين اصطدمنا بصخراتها
مددنا لها الكف كى نتقيها
أشارت علينا بتفتيتها !
***
لك الله يا مصر
بين الضباع ،
وتحت الصراع ،
وقيد الحسد
يتابعك النمر المفترس
ويشغلك الثعلب الماكر
وأنت تقومين وحدك فى الريح
رافعة وجهك المستضيء
بنور الشموس وضوء القمر
***
أحبك يا مصر رغم السكوت
أحبك . . جتى أموت
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
|