كتبها Administrator
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:05 |
محاورة غير سقراطية
قال حكيم من حكماء الزمن الماضى : إن المعرفة عذابْ ثم تمادى فى القول ، وصرّح أن الجهل يصون العقل ويحفظه من أوهام الحمقى والأغرابْ ! ــــــــــــــــــــ وتجرّأ تلميذ ، فسألْ : ـــ ولماذا ياشيخى أعطاه الله لنا ؟ فأجابْ : ـــ حتى لا نجعله يسقط فى الجدل ، ويجرى خلف الأسبابْ ونعقّمه حتى لا تغزوه الفيروسات ، ويصبح مثل الثلج نقيا ، لا تلفحه الشمس ، ولا تأتيه الريح من الأبواب ــــــــــــــــ وتساءل تلميذ آخر : ـــ لكنْ يامولانا .. عقلى لا يهدأ أبدا وكما قلبى ينبض طول الوقت ، يطرح عقلى أسئلة تتوالى دون جوابْ وكما البركان يظل يصادمنى بحجار ، وشواظ ، وترابْ .. قال الشيخ ـــ وقد أشعل عود بخور والتمعت عيناه ببرق خلابْ ـــ : عقلك ممسوس ياولدى والشيطان هو المسئول عن الأوصابْ وإذا كنت تريد خلاصك منه ، فاجلسْ فى بيتك شهرا دون حراكْ واطردْ كل الأفكار السوداء ، وغير السوداءْ ثم ارجع لى كى أجعلك تعود معافى من تلك الأدواءْ ــــــــــــــــــ عندئذ أقدم تلميذ ثالثْ وسألْ : لكنْ ياشخى من دون العقل نظل حيارى لا نفهم ما تلقيه علينا من حكم ومواعظْ ؟ وبدون العقل أكون شبيها بالحيوانْ بل أدنى من حيوانْ ! ــــــــــــــــــ انفعل الشيخ ، فأنهى مجلسه المزدان ومشى محفوفا بهتاف مريديه الشبان اتجه إلى غرفته فى المعبد ، واحتبس بها عدة أيامْ كان سؤال التلميذ ثقيلا ، لا يحتمل اللف ولا الدورانْ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
|