كتبها Administrator
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:04 |
الإنسان
الإنسان ما أجمل هذا المخلوق من الصلصالْ ! أبدعه الله على خير مثالْ وسرى فيه الروح ، فأصبح يمشي مرفوع الرأس ، يحدق في الأفق ، ويقتحم الأهوالْ ** صار قويا ، لا يخشى أشباح الليل ، ولا يهرب من أقوى المفترسات ويحتمل الأثقالْ ** كان فضوليًّا لا يقنع بالأشياء كما تبدو بل راح يقلّبها بسؤال بعد سوالْ .. ولكم عثرت قدماه ! فاعتدل لينهض ثانية ، ويفتش في المجهول ، ويقتلع الأقفالْ ** حين اكتشف النار ، تجمع في كفيه سلاحان : سلاح الحجر المسنون ، وجمر النار القتّالْ ساد الكونَ بقوته ، وبفرط ذكاء فعّالْ لكن جريمته الأولى كانت ضد أخيه ، وأصبح لون الدمّ يغطي العشب المخضرّ ، ولا يقتصر على قلب الأدغالْ ** جذبته الدنيا في دائرة الأطماع ، فأوغل في الشر ، وجادل في كل محالْ أنكر خالقه ، وتكبّر كالشيطان المطرود من الجنهْ صار يجدّف في الأطلال .. وإذا أبصر بعضَ الزهّاد تعجب ممن يشبع من غير طعام ، أو يُروَى من غير زُلال ! ** حين رماه العمر ، على قارعة العجز تذكّر ماضيه المختالْ وتمنى لو يرجع للأمس ، فيصلح ما أبلاه من أسمال ** لكن الموت يعاجله ، فيعود إلى الترْب كما كان ، وحين تصبّ الأمطار عليه ، تخلطه بالأوحالْ ** من هذي الأرض أتى وإلى الأرض يعود ، وحيدًا، منكسر الآمالْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
|