|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:01 |
|
الحفيد
[ قصيدة نثر]
هل أنا حقا ..
حفيد اولئك الفراعنة العظام ؟
إننى لا أستطيع أن أحمل حجرا على كتفى
ولا أتحمل أن يعتدى جارى
على سنابل القمح فى حقلى ..
كما أننى أترك النيل يجرى
دون أن أقوم بتخليصه من التماسيح المتوحشة
أو بتطهيره من الأعشاب الضارة ..
كيف إذن أكون حفيد أولئك الفراعنة العظام ،
وأحمل كما يقال جيناتهم ،
التى تحتوى على الكثير
من عناصر الحيوية ، والإرادة ، والنظام ؟
ــــــــــــــــــــ
ذات يوم ..
ذهبت فى زيارة لأهرامات الجيزة
وقد هالنى بالفعل ارتفاعها
وكم أحسست بالضآلة تحتها !
فهى صروح معمارية هائلة ،
ومع ذلك فإنها غاية فى الدقة ، والإتقان .
من هم المهندسون الذين خططوها ؟
والبنّاءون الذين شيّدوها ؟
والموظفون الذين تابعوا سير العمل بها ؟
والحكام الذين موّلوا مراحل بنائها ؟
وحين تأملت دهشة السياح الأجانب حولها
شعرت بالفخر ، كما أحسست بالألم
وتساءلت فى سرى :
هل أنا حقا ..
حفيد هؤلاء الفراعنة العظام ؟
ــــــــــــــــ
وحين زرت معابد الأقصر ، ووادى الملوك
تعجبت كثيرا من ذلك الذى اختار الموقع ؟
وكيف أقام تلك الأعمدة الفخمة ؟
وحفر مقبرة حتشبسوت فى قلب الجبل ؟
ومدّ طريق الكباش بين صفيْن من التماثيل ؟
وزيّن الجدران الحجرية
برسوم مازالت ألوانها زاهية حتى اليوم ؟
ثم الأهم ..
من الذى نسّق بين ذلك كله ،
وبين حركة الكواكب فى السماء ،
فجعل ضوء الشمس
يتعامد فى لحظة محددة
على كرسى العرش ؟
وقبل أن أغادرالمكان
رحت أطرح السؤال على نفسى :
هل أنا حقا ..
حفيد هؤلاء الفراعنة العظام ؟
ــــــــــــــــ
وعندما كانت باخرة العودة تعبر النيل
كنت كباقى الركاب ، أستمتع بخضرة الحقول
على جانبيْه ،
لكننى كنت أتوقف طويلا
أمام إحدى االسواقى التى تديرها بقرة ..
وبعض النخلات الباسقة
التى تحمل فى أعلاها كمية من التمر الأخضر
الذى لم ينضج بعد ..
وأحد الصيادين العجائز ،
يجلس فى زورقه المتهالك
دون أن يصطاد سمكة واحدة ..
وامرأة ريفية ، تحمل فوق رأسها
كومة كبيرة جدا من البرسيم ..
وفى البعيد ..بعض البيوت المتناثرة
المبنية من الطوب ــ اللبن ..
وأمامها يتجول كلب أسود ،
يتردد نباحه فى الأنحاء ..
وعدت أسأل نفسى :
هل أنا حقا ..
حفيد اولئك الفراعنة العظام ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 |
