كتبها Administrator
|
الجمعة, 01 فبراير 2019 18:05 |
التصالح مع الموت ــــــــــــــــــ خطى الموت تُهوى على كل حىّ ، ولا تتوقف دقّاتها الصاعقاتْ تصيب الغنىّ ، كما تسحق الفقراء ، وتترك فى الأرض بعض الرفـــأ ةْ ــــــــــــــــ وقد يحسب البعض أن الصراع مع الموت قد ينقذ الروح من عثرات الجسدْ فيوغل فى حلمه المستحيل ، ويرخى لآماله القاصرات خيوط الأبدْ ! ـــــــــــــــــ وكم من غريرٍ تمنّى الخلود ، ولم يدر أن الشموس تغيم ، وأن الجبال تزول ، وأن النبات الذى ازدهى .. يندثرْ وكيف ينال الخلودَ ضعيف القوى ، خافق النبضات ، سليل البشرْ ؟! ــــــــــــــــــ هو الموت صنْو الحياة ، يبادلها البعْد والملتقى .. كما الليل يتلو النهار ، ويمتد رمل الصحارى جوارَ البحار ، ويشتبك البدْء والمنتهى .. ــــــــــــــــ تهلّ الحياة ، فينتشرالفرْحُ فوق الوجوه ، وتعلو الزغاريد بين الربوعْ وحين تدبّ خطى الموت ، ينقبض الذاهلون ، وتهمى الدموعْ وتمضى الليالى الحزانى بطاءَ على ضوء بعض الشموعْ يفاجئنا الموت .. مثل الحياة ، فما الفرق بين غريب يســرّ ، وضيف يروعْ ؟! ـــــــــــــــــ ملأنا البيوت بذكرى الذين تولّواْ وصاروا وراء الترابْ وشدْنا المعابد والأهرَمات ، لكى يخرج المتوَفّى معافىً كما كان.. لكنّ بعض الأمانى سرابْ وهل يقذف القبرمن فيه قبل الأوان ، وهل يُرجع الدهرُ عهد الشباب ؟! ــــــــــــــــــ أتى الموت ، فانقسم الحاضرون : فريقٌ تهاوى ، وآخر أطفأ أحزانه بالقدرْ وكنت أشاهدهم يصرخون ، ويفترشون القبور ، ويختصمون الشجرْ ولكننى صرت ممن يرى الموت مثل الحياه .. يجيئان فى الصبح أو فى المساء ، وحسب السجّل الذى فى السماء مواعيدُ صادقة لا تشذّ ، كما قد تشذّ عقول البشــرْ !
|