تواصل شاعريْن
[أرسل د. حامد طاهر قصيدة تحية إلى صديقه
الشاعر الكبير محمد الفيتورى قال فيها ]:
ـــــــــــــــــــــــ
أيها الشاعر الكبير سلاما
فى زمان فقدتُ فيه السلاما
**
وتنسمتُ نفحة من ربى الشعر
تذيب الأسى ، وتمحو القتاما
**
فـأهلّـتْ علـىّ مندفـعات
بعضُ أشعارك التى تتسامى
**
صُغتَها من قوادم الفجر لحنا
ومن النار سُقتَ فيها الضراما
**
أى روح تبثّها فى كلام
لفظة منه تحرق الأصناما
**
وتهز الأمواج فى هدأة البحر،
وتُلقى عن الجبال الرغاما ؟؟
**
أنت أيقظت أمة من كراها
حين كانت إفريقيا أحلاما
**
وتمسكتَ بالعروبة حتى
ترفعَ الرأس، أو تُحدّ الحساما
**
ما الذى كان فى ضمير المقادير
لهذى البلاد كى تستضاما
**
أصبحت حفرةً وكانت سماء
أصبحت تابعاً وكانت إماما
**
غير أن الأيام لا تتوانى
أن تعيد الأقدار والأحجاما
**
وزمان تعيش فيه بحق
لن تكون النسور فيه حماما
ــــــــــ
[وقد رد عليه الشاعر الكبير محمد الفيتورى قائلاً] : ــــــــــ
يا أخا الشعر والهموم ..
ولن يجرُؤ مثلى عليكَ أن يتسامى
**
ليست الشمسُ غير ما ترى
ولقد تؤثر بعضُ العيونِ أن تتعامى
**
ولقد تصعدُ الخطى حيث تهوى
ويدوس الظلامُ فيها الظلاما
**
ولقد تعبرُ السنون غيوما
فى مرايا الوجوهِ عاما فعاما
ــــــــــ
فلتكن أنت أو أنا أو كلانا
مثلما نحنُ .. عِزَّةً ومَقَاما
**
نتجلى صمتاً، ونبكى غناءً
ونغنى حزناً ، ونفنى غراما
|