قصيدة قلبي و وجه القمر
ـــــــــــ
ما الذى يجعل هذا القلب
تعلو نبضاتهْ
حينما يسمع إيقاع خطوكْ ؟
أو يرى طيفك فى الحلم ، ويصحو
دون أن يلمس أطراف كفكْ ؟
.. ..
ما الذى يجعل هذا القلب
لا ينسى هواهْ
ثم يمضى فى خطاه
ضاربا فى الأرض
مأخوذا بأضواء الحياه ؟
إنه حين يرى البدر
الذى يشبه وجهكْ
يتهادى فى مكانه
وكأن الليلة الكبرى تناهت فى زمانه !
.. ..
ما الذى يجعل هذا القلب
مشدودا بتلك الربوة الخضراء
فى أرض تدورْ
وبراكين تثور
ورعود وزلازلْ
وكأن الكون زائل ؟
.. ..
ما الذى يجعلنا لا نتلاقى
فى مكان يفرش الفجر عليه قطراتهْ
ويبث النهر فيه نسماته
والفراشات تغنى فيه من كل جهاته
وإذا شاهدنا العشاق هاموا ،
وتمنواْ أن يذوقوا مثلنا من رشفاته ؟
.. ..
ما الذى يجعلنا لا نتبسّمْ
وعلى الوجه سحابات كآبهْ
وهموم ، وغيوم ، ورتابهْ
ما الذى يسلبنا الفرْح
ويطوى من ليالينا السعادهْ
ما الذى يجعلنا لا نتفاءلْ
كلما أشرقت الشمس
ونخشى فى المساء
من قدوم الليل فى تلك العباءهْ ؟
.. ..
أيها القلب الذى عاش وحيدا ،
وجريحا ، وغريبا ..
كيف صافيت حبيبا ؟
وتخليت عن الوحدة والحرمان ،
وأخفيت الندوبا
كيف أصبحت تغنى للعصافير
التى تهبط فى كفيك
وتعطيها الحبوبا ؟
كيف تمضى ..
أو هو العمر الذى يسقط فى الرمل
كحبات المطر ؟
أو هو الأفق الذى يعتصر النجم ،
ويغتال القمرْ ؟
ـــــــــــــــــــ
|