شادية
قصيدة للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــــــ
[ كتبت هذه القصيدة فى نوفمبر 1967 ’
أى بعدنكسة يونية بشهور قليلة ،
ولم أطلع عليها إلا صديقى وزميل دراستى
ثم رفيقى فى الجيش والكاتب الروائى المتميز
أ.د. حسن البندارى الذى أعاد تذكيرى بها ،
وها أنا أهديها له ولكل محبى الفنانة شادية ..]
ـــــــــــــــــــ
فى طرقات الليل المزدحم بأنفاس العشاقْ
يتدفق صوتك رائحة ورديهْ
تروى أزهارالحب ،
وتسكب فى الأشواق عصارتها الحيهْ
ــــــــــــــــ
وعلى طرقات الليل الخالى ..
إلا من شهقات البؤساءْ
يعزف صوتك تعزية إنسانيهْ
حانية ، تاسو جرح اليأس ،
وتمسح دمعته المأساويه
ــــــــــــــــــ
ومن الليل الممتد على مصر ،
شدوت بأغنية مصريهْ
هاجت فى أعماق المصريين
شظايا الوطنيهْ
فاندفعوا ، وغناؤك فى دمهم
يقتلعون جذور القيد من الليل ،
ويحتضنون الحريهْ
ـــــــــــــــــــ
شادية العصر تغنين ،
فينهمر الصوت على ظلمات النفس المطويهْ
ويسيل النهر من الصخر المصمت ،
ترقص فى الوحدة ألوان وطيوف عذريهْ
وأحس بأنك ــ دون الأصوات الأخرى ــ
عدت من الأرض الفرعونيهْ
تبتعثين صفاء الروح المصريهْ
وتهزين فروع التوت ،
فيسقط فى أفواه الجوعى ، العطشى ..
أغنية ، أغنيهْ
ـــــــــــــــــ
شاديتى ..
يصبح لون الصبح جميلا حين تغنينْ
يبدو وجه الليل وديعا حين تغنينْ
يسرى الدفء بصدرى ..
فى ليلات البرد القارص حين تغنينْ
تنكسر النسمة فوق جبينى ،
فى الصيف الساخن .. حين تغنينْ
وإذا ما اشتبكتْ فى عينىّ غصون الحزن،
وأقبل صوتك ،
جف الحزن ،
وأزهر فى اللحظة شوق وحنينْ !
ــــــــــــــــ
شاديتى ..
أحيانا ألمح فى صوتك دمعة حزن ،
لا تبدو للمستمعينْ
أتأملها شاردة فى جوف الليل ،
الممتلئ نجوما وطواحينْ
تائهة كالقطرة فى بحر مزدحم الأمواجْ
وأحس بأنك تعتصرين أساها ..
فى صمت خالدْ
وتدارين تألقها عن أعيننا ..
لكنك لا تحتملين !
فإذا صوتك ينثرها فى الريح ،
وعيناك الساحرتان تجودان بها ..
لؤلؤة ، أغلى من كنز علاء الدينْ
ـــــــــــــــــــ
|