كتبها Administrator
|
الجمعة, 02 أغسطس 2019 13:53 |
القاهرة
القاهرهْ تلك الدروب الساهرهْ تلك الحوارى الضيقات ، وباعة الخرّوب عند الناصيه تلك المقاهى الهادره تلك الدكاكين الصغيرة ، والأيادى الماهره تلك الأساور فى المعاصم ، والخطى المتكسّره ! تلك الغورية والحسيْن ، وما يفوح من البخور تلك المدافن والقبور تلك الكنائس والمساجد ، والصلاة لوقتها .. تلك الأحاديث التى لا تنتهى .. عن آخر الدنيا ، وواقعة النشور تلك الدموع العالقات على الجفون ، وبعض أوقات السرور . ـــــــــــــــــ القاهره حسناء لم تفقد بريق عيونها رغم السنين عشاقها رحلوا .. وما زالت خواتمهم بإصبعها الحزين والطامعون أتواْ إليها بالجيوش ، فما استطاعوا وصلها ، فتراجعوا متخاذلين أما الذين أتواْ إليها بالإخاء مسالمين فاستقبلتهم بالحنان ، وأصبحوا من أهلها المتسامحين .. ــــــــــــــــــ القاهره تزداد رغم الفقر سكانا وتفتح حضنها للقادمين من البنادر والصعيد وهناك فى باب الحديد ، ترى الجلابيب التى صارت بلا لون ، وتفزع من تجاعيد الوجوه المرهقه البطن جوعى للطعام والحلق يطلب بعض ماء لكنهم سرعان مايتوزعون على الشوارع والأزقة والحوارى .. الخبز فوق الأرصفه والماء فى زير على جنب الطريق والله ، رب الكون ، يرزق من يشاءْ هى حكمة تعلو على أفهامنا ، فنقول : ـــ سبحان الذى يعطى الخلائق ، دون أن يفنى العطاء ! ـــــــــــــــــ القاهره بنيت لتصبح عاصمهْ هى كالمنارة قائمه أضواؤها تهدى المراكب فى البحار الغائمه وهناك فى خان الخليلى ، يقبل التجار من كل البلاد ، لكى يبيعوا ما لديهم من حرير أو عطور وإلى مساجدها العتيقة ، حطّ أهل العلم والمتعلمون رفع الدراويش المشاعل موكب يمضى ، وآخر يبتدى بالهائمين الكل ينهل من مطاعمها الهنيئة ، والمواسم دائمه كانت لها أيامها الغرّاء ، واحتملتْ هموما داهمه ما ألف عام بالكثير على المدينة ، بعدما صمدت ، وظلت سالمه فتقبلوا أحزانها بالحب ، وارتفقوا بها .. لتظل دوما قائمه !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|