اللغة العربية على ألسنة المصريين |
|
|
|
كتبها Administrator
|
الثلاثاء, 21 يوليو 2015 23:14 |
اللغة العربية على ألسنة المصريين
مقال للدكتور حامد طاهر
نشر على بوابة اليوم السابع
بتاريخ 13 مايو 2013
خلال الفترة الانتقالية (16 شهرا)، ظهر على شاشات التلفزيون الحكومى، كما على القنوات الفضائية المصرية، العديد من الشخصيات المصرية البارزة التى راحت تحلل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فى مصر، وكانت المسألة أشبه بتظاهرة كلامية كبرى قام كل واحد أو واحدة بعرض رأيه، أو وجهة نظره، أو انطباعاته الشخصية، وكانت المفاجأة بالنسبة لى، أن أرصد كما هائلا من الأخطاء اللغوية التى تقع فيها تلك الشخصيات، دون أن يتنبهوا إلى ما يقعون فيه، وكان الخطأ اللغوى يصل أحيانا إلى حـد (جر الفاعل) و( نصب المجرور)، ومن الغريب أن بعض هذه الشخصيات ممن يوجدون فى مناصب هامة، تقتضى القراءة والكتابة بصورة صحيحة، ووصل لى الحال إلى حد أننى كدت أتصل بالقنوات التى يتحدثون فيها لأقول لهم أن يتحدثوا بالعامية بدلا من العربية الفصحى التى لايجيدونها على الإطلاق، أو على الأقل يقومون باللجوء إلى العامية الأكثر مكرا، وهى تسكين أواخر الكلمات بدلا من كسر القواعد التى نعلمها لأبنائنا فى المدارس، وأنا هنا لا أكاد أستثنى أحدا من المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية، ولا السادة القضاة المبجلين، ولا المحامين الذين يترافعون فى المحاكم، ولا الإخوة الإعلاميين الذين يحترفون مهنة الكتابة، مع أن القاعدة تقرر أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، وإذا لم يتناسق أحدهما مع الآخر فإن الأمر يكون مختلا، فاللغة ليست سوى وسيلة تعبير عما يحاول الفكر أن يبوح به للآخرين، وحين تخرج اللغة معتلة، ومضطربة، ومتكسرة، فإن الفكر المرتبط بها لا يبعد عن ذلك، وقديما قال الفيلسوف الفرنسى "ديكارت": إن الفكرة الصحيحة تكون دائما واضحة، ومعنى ذلك أن الكلام إذا كان منظما، ومحددا، ودقيقا، فإنه يعكس بالضرورة فكرا منظما ومحددا ودقيقا.
المأساة هنا، أن أحدا لاينتبه لخطورة فساد اللغة على ألسنة المصريين، وحتى المجمع اللغوى العريق فى القاهرة لايكاد يحرك ساكنا أمام هذا الأمر، بل أنه صامت كعادته صمت القبور!، ونفس الحال بالنسبة إلى مدرسى اللغة العربية وأساتذتها المنتشرين فى مختلف المدارس والجامعات، لانكاد نجد لأحد منهم شكوى مما يحدث أو تنبيها إلى ماينبغى أن يكون.
ونعود فنسأل: ما الذى جعل اللغة العربية الفصحى تتهاوى بهذا الشكل على ألسنة أبنائها؟، هل هو أسلوب التعليم؟، أم جهل القراءة؟، أم ضعف الثقافة؟، أم نقول أخيرا أن السبب يرجع إلى الاستعمار الغربى الذى حارب اللغة العربية طويلا؟، وبعد رحليه من البلاد لم يستطع أهلها أن يعيدوا الأمور إلى نصابها!.
إن كل بلد فى العالم يحرص على لغته، ويعلمها بجدية لأبنائه، ويحترم قواعـدها، ويبدع فى ازدهار أساليبها، ولم أجد مثل أبناء العربية فى العصر الحاضر يهملونها بهذا الشكل.. والله المستعان.
|
آخر تحديث الثلاثاء, 21 يوليو 2015 23:16 |