كتبها Administrator
|
الخميس, 02 يونيو 2016 17:58 |
صبحى يتزوج ..
للدكتور حامد طاهر
بعد تفكير طويل وعميق
قرر المعلم سلامه أن يسلّف صبحى صبى القهوة النشيط المبلغ الذى يحتاجه لإتمام زفافه على عطيات ابنة المعلمة صباح الفرارجية ــــــ قال له صبحى وهو يأخذ المبلغ ـــ والله العظيم يامعلم لن أنسى لك أبدا هذا الجميل الذى لا يفعله أب لابنه وسوف نظل أنا وأبنائى الذين سيأتون نذكر لك هذا الفضل طول الحياة لكن يا معلم لا بد أن تكتب علىّ وصل أمانة قال المعلم سلامة : ــ أستغفر الله يابنى فليس بيننا مثل هذه الأمور ويكفى أنه عندما تتحسن أحوالك ترد جزءا من المبلغ حتى تسدده بالكامل انحنى صبحى على يد المعلم وقبلها بكل امتنان ـــــــ أسرع صبحى فرحا بالمبلغ إلى الست حماته وسلّمه لها باهتمام كبير أما هى فراحت تعدّه بكل دقة ثم وضعته فى جيب جلبابها الواسع وقالت له بعد نظرة حازمة : ــ على بركة الله ياصبحى وإن شاء الله نعمل الفرح يوم الخميس الأخير من الشهر القادم ـــــــــ أحس صبحى أن مشكلته قد حلّت فعاد مسرعا إلى القهوة لكى يلبى طلبات الزبائن بنشاطه المعهود وحين وجد فرصة مناسبة من الراحة أحضر لنفسه فنجان قهوة وراح يرشفه فى أحد أركان المقهى وهنا بدأت أفكار متضاربة تنهشه وأسئلة تهاجمه بدون إجابات : صحيح أنه سيحظى بأجمل فتاة فى الحارة فهل سترضى عطيات بالغرفة فوق السطوح التى سيقيمان فيها بعد الزواج ؟ وكيف سيتمكن من سداد الكهربائيات اللازمة لعش الزوجية : البوتاجاز والثلاجة والتلفزىون ؟ وهل سيكفيهما الأجر والبقشيش اللذان يحصل عليهما من القهوة ؟ ثم كيف يتفرغ لعروسه ، وهو يعمل منذ الصباح حتى منتصف الليل ؟ وهل سيلبى رغبات عطيات من الفساتين والأحذية التى تعشق اقتناءها ؟ وماذا سيكون موقفه كلما ذهبت عطيات مع أمها لزيارة والدها فى السجن ؟ والداهية : ماذا سيكون رد فعل أبيه وأمه فى القرية من هذه الزيجة التى لا يعلمان عنها شيئا ؟ ـــــــــ لكن كل هذه المخاوف تبددت كما تلاشت الأسئلة المرتبطة بها حين شاهد عطيات أتية نحوه بالملاية اللف وجه مضىء بابتسامة عريضة وعينان كحيلتان وعلى رأسها منديل مليىء بالورود وعندما اقتربت منه همست فى أذنه ــ أمى دعياك الليلة على العشا ثم وهى تنصرف فى دلال : ــ اوعاك تتأخر ! ــــــــــــــــــــ
|
آخر تحديث الخميس, 02 يونيو 2016 17:58 |