الشاعر أمل دنقل
الشاعر أمل دنقل
كان لنا صديق مشترك هو الشاعر مسعد إسماعيل ، الذى كان يقطن فى حجرة صغيرة جداً فى حى السيدة زينب . وكنت كثير الزيارة له مع صديقنا محمـد حماسة عبداللطيف ولم يكن فى الحجرة سوى سرير (سفرى) واحد ، ومقعدين ومكتب صغير ومع ذلك فكنا نلقى فيها أشعارنا ، فتصبح ميداناً متسعاً.
كنا دائماً نجد أمل دنقل مستلقيا وحده على السرير ومستغرقا فى نوم عميق. وعندما كان ضجيج جلستنا يزداد يصحو متضجراً ، ثم ينضم إلينا فى الحديث ، وتبادل آخر ما قاله وما قلنا من قصائد .
كان معبجا جداً بقصيدتى (الملتقى والوداع) وخاصة المقطع الذى أقول فيه:
- لم تعد غير دقائق
ويشد القدر الساخر شباك القطار
نازعا من حبة القلب نشيداً ودماً
تاركاً فوق الرصيف الصلد وجهاً معتماً
وذراعاً . . ربما تشجها الريح
فتبقى فى طريق الريح شيئاً مبهماً
وكان يسر لصديقنا مسعد بأنه كان يتمنى أن يكون البيتان الأخيران من تأليفه هو . . وبالطبع كان يسعدنى ذلك كثيراً .
رأيته قبل أن يتوفى بأيام ، وكان قد ترك حجرته ، وجاء للاستماع إلى ندوة شعرية كان نجمها عبدالله البردونى . ويومها قال لى : أحب أن أراك ومع ذلك فقد خشيت أن أزوره وهو فى تلك الحالة الصعبة والمبكية بعد أن كنا نضحك معاً كثيراً.. رحمه الله وجزاه عن الأدب العربى خيراً .
عودة
|