كتبها Administrator
|
الخميس, 08 أكتوبر 2015 15:43 |
مع ر.ارنالديز
روجر أرنالديز
كان هو المشرف على رسالتى لدكتوراه الدولة فى جامعة السوربون بباريس من عام 1974 حتى عام 1981 . وكان عالماً سمحاً ، يجيد قراءة اللغة العربية ولكنه لا يتكلم بها . وقد كانت رسالته للدكتوراه بعنوان(النحو وعلم الكلام عند ابن حزم الأندلسى) . والذى عرفنى عليه صديقى الجزائرى الدكتور عبدالرزاق جسوم ، وكان طالباً للدكتوراه لديه . ويومها قابلنا الرجل فى منزله ، وراح يسألنى عن دراستى وأساتذتى – والمترجم طبعاً الأخ جسوم – ثم قرر أنه سوف يقبلنى كطالب لديه فى مرحلة الدكتوراه مباشرة، ودون المرور بالماجستير . وهذا معناه أنه اعترف بالماجستير التى حصلت عليها من كلية دار العلوم وكانت بإشراف د. محمود قاسم، ومناقشة كل من د. عثمان أمين ، د. أبوالوفا التفتازانى ــ رحم الله جميعهم .
ظل الرجل يتابع مسيرتى فى تعلم اللغة الفرنسية ، ثم فى عملى العلمى، ولم يكن يلتقينى إلا فى منزله . وكلما قدمت له عدة أوراق بخط يدى قرأها وأصلح ما يصلح ثم أعادها لى ، وأخذ غيرها ، حتى تمت الرسالة التى بلغت ( .55 ) صفحة بالفرنسية .
كان أرنالديز عالماً فرنسياً محترماً ، ويتميز بالسماحة ، وسعة الأفق ، وقد كتب كتاباً تعريفياً عن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، كما اهتم بتفسير الرازى ، وله دراسات عديدة فى جوانب هامة من الثقافة الإسلامية .
تعلمت منه تحليل النصوص ، والوقوف عند كل كلمة فيها ، ومحاولة إرجاعها إلى مصادرها البعيدة من الفلسفة الإغريقية . كما تعلمت منه التسامح الدينى وعدم التعصب . ومع أنه كان مسيحياً كاثوليكياً صادقاً مع نفسه ، فقد كان يحترم الدين الإسلامى ، ويقدر أعلامه السابقين والمعاصرين .
زرته بعد ذلك ، وأنا عميد لكلية دار العلوم فى منزله بباريس ، ففرح بى كثيراً، وكان فخوراً جداً بأن تلميذه المصرى قد أصبح عميداً . وتواعدنا على أن يزورنى فى مصر ، لكن المنية غيبته ، وظلت ذكراه حاضرة معى حتى الآن .
عودة
|
آخر تحديث الثلاثاء, 20 أكتوبر 2015 21:11 |