الحاقد
[ هذه القصيدة كتبتها سنة 1964 فى صديق حاقد . وبعد مرور العديد من السنوات ، ما زلت ألتقى حتى اليوم بنماذج مكررة منه . . ]
صديقى به داء تفاقـــــــم واستشرى
وعادت فنون الطب من أمره حيرى
وتمتم آسيــــه ، وأطرق أهلـــــــــه
وقد سألوا عن حالــه البر والبحرا
وقالوا أخيرا : مسه الجن ، ليتهم
دعونى ، فإنى بانتكاستــــه أدرى
أجل ، ليس لى علم الطبيب وإنما
صداقـــة أعوام تمزق لى السترا
***
حبونا على الدنيا صغيرين، وانثنى
بنا العمر فاستلقت على قلبنا ذكرى
وصرنا إلى عهد الشباب ، فضمنا
أليفين ، يغدو السر بينهما جهرا
وكان صديقى ــ خفف الله ما به ــ
حقودا يناجى الليل أن يخنق الفجرا
وما هذه أقصى منـــــاه ، وإنمــــا
يصلى لرب الخير كى يحبس الخيرا
فإن هو لاقى صاحبا مسه الغنى
توثب فى عينيه ما يشبه الجمرا
وكم كان يلقانى ، فيبكى مرارة
لأن فلانــــا قد تقدمـــــه شبرا
بذلت له نصحى قصائد ، فالتوى
وقال : عجيب أن تصوره شعرا !
***
كذلك شب الحقد فى صــدر صاحبى
رهيبا يهد القلب ، والنفس ، والفكرا
وتسرى دماه فى العروق ، فتنتشى
بما يترك الأعصابِِ مجنونة سكرى
تعربد بالفوضى ، وتحرق بالأسى
خواطره العليا ، وأحلامه الخضرا
فلا هو ريان بما فى كؤوســــــه
ولا هو ريان بما فى اليد الأخرى
حياة تشد الروح للموت غضــة
وموت يعانيــــه المخير مضطرا
ـــــــــــــــــــ
|