كتبها Administrator
|
الجمعة, 01 مايو 2015 00:56 |
الذكريات
هنرى باتاى
الذكريات هى تلك الغرف التى بدون أكر غرف خالية ، لا نجرؤ أن ندخلها لأن آباءنا ماتوا من قبل فيها ونحن نعيش فى البيت الذى توجد فيه هذه الغرف مغلقة ! نحن نعلم أنها هنا كعادتها هذه هى الغرفة الزرقاء ، وتلك الغرفة الوردية المنزل تنتشر فيه الوحدة ونحن ما زلنا نعيش فيه مبتسمين وأنا أستقبل الذكرى التى تعبر بإرادتها أقول لها : ابقى هنا .. سوف أعود لأراك أنا أعلم – طوال حياتى – أنها مرتاحة هنا لكننى أنسى أحيانا – أن أعود لأراها إنها كثيرة وتقيم فى مسكنها القديم لكنها محكوم عليها بأن ننساها وإذا لم أعد فى هذا المساء ، أو فى غيره فإنها لا تطلب من قلبى أكثر من أن أتركها حية ! أنا أعلم أنها تقيم هنا خلف الحوائط ولم تعد بى حاجة إلى أن أذهب لأتعرف عليها .. * * من الطريق ، أشاهد نوافذها الصغيرة وسوف يظل هذا حتى نموت فيها ومع ذلك ، فأنا أشعر أحيانا بالظلال اليوميه ولا أدرى : أى قلق بارد ، وأى قشعريرة ؟ ولا أفهم من أين تأتى هذه الآلام إننى انتقل وفى كل مرة ، يبدو أنه الحداد وهو اضطراب يأتى فى السر ليخبرنا بأن احدى الذكريات تموت ، أو قد ماتت .. ونحن لا نميز جيدا : عن أى ذكرى نتحدث ؟! لأننا قد أوغلنا كثيرا فى الشيخوخة ، ولم نعد نتذكر شيئا ومع ذلك ، فإننى أحس فى أعماقى ، أن أجفانى تنغلق ! * * *
|