فى انتطار الآتى
كانوا متجمعين فى فناء مبنى كبير
شيوخ وشباب ونساء وأطفال ..
ويكاد عددهم يتجاوز الألف
وقد قام فيهم بعض الخطباء والشعراء
فحركوا النفوس ، وألهبوا المشاعر
وفجأة ، ارتفع صوت جهورى
- هيا بنا إلى الخارج
وصاح آخر :
- إلى متى الانتظار ؟
لكن الجالسين على المنصة ، قالوا لهم :
- إننا ننتظر قدومه
فهو الذى يعرف جيدا
الطريق المؤدّى ..
من بين جميع الطرق المسدودة
عاد الجمهور المنفعل إلى الهدوء
وراحوا : يسكت بعضهم بعضا
ودخل كل اثنين منهم فى أحاديث جانبيْة
وانشغل النساء بإرضاع أطفالهن
والقليل جدا
هو الذى ظل يراقب أبواب المصنع
متطلعا لكى يحظى برؤية القادم ..
قبل الآخرين
----
عند حلول المساء ..
تفرق الجمع ، وعادوا إلى بيوتهم
كل منهم أصطحب عائلته ،
ومشى من طريق مختلف
لكنهم ما زالوا يتحدثون ..
عن أهمية التجمع ، والانتظار ..
----
وعلى مائدة العشاء
سأل طفل برىء أباه :
- كيف شكله يا أبى ؟
- مَنْ هو يا صغيرى ؟
- الرجل الذى تنتظرونه ؟
- إنه أطول من كل الرجال ،
وأقوى من كل الرجال ،
وهو الذى سيخلصنا مما نحن فيه ..
- وماذا ستفعلون إذا لم يأت يا أبى ؟
تدخلت الأم بسرعة :
- لا تقل هذا يا حبيبى
حتى لا يسمعنا أحد من الجيران
لأن ذلك لو حدث ..
يخرجوننا من البلد !
|