الموظف المعارض
لم يتمالك رئيس مجلس الإدارة نفسه من الغضب
حين فوجئ برئيس أحد الأقسام
يهاجم فى اجتماع الجمعية العمومية
قراره المطروح بتخفيض نسبه الأرباح للعمال ،
ومضاعفتها لمجلس الإدارة !
----
عقب انتهاء الاجتماع
وبعد أن دخل مكتبه الواسع
وأسند ظهره إلى كرسيه الفخم
قال رئيس المجلس لأتباعه
الذين أسرعوا بالتحلق حوله :
- كل هذا يأتى منه
وأنا الذى عينته
من بين العديد من زملائه
وأقسم بشرفى إنهم كانوا أحق منه
- يا سعادة الرئيس
إن هذا الحقير لا يستحق انفعالك
- لقد نجح – كما رأيتم – فى إيقاف قرارى
وها هو قد ظهر كبطل بين العمال !
- أبدًا يا سعادة الرئيس
إنهم فقط إنما صوتوا لمصلحتهم
لكنه بالنسبة إليهم يظل : لا شئ !
- وأنا أرى يا سعادة الرئيس
أن تنقله إلى فرع الشركة بالسويس
- كلا إن نقله الآن سوف يثير التساؤلات
ويقال إننى نقلته
بسبب ما قاله ضدى فى الاجتماع !
وأنتم تعرفون جيدا
إننى رجل ديمقراطى ، وعادل
- طبعا يا سعادة الرئيس
ومن يجرؤ أن يقول غير ذلك ..
- لهذا أتوقع أن نبحث له عن مصيبه أخرى ..
- أقترح يا سعادة الرئيس
أن تسحب منه ميزانية القسم
وتعطى حق التوقيع لنائبه ..
- وأنا أقترح يا سعادة الرئيس
أن نجعله يوقع على بعض الأوراق المزورة ..
- أما أنا يا سعادة الرئيس
فأقترح أن ندبر له جريمة رشوة
مع أحد عملاء الشركة
ونسجلها له بالصوت والصورة ؟
- كلا .. كلا ..
إن لدى فكرة أنكى ..
- وما هى ؟
- نوقعهُ فى جريمة نسائية
ونعمل منها فضيحة رأى عام
اعتدل رئيس مجلس الإدارة ، وقال :
- هذه هى الفكرة العبقرية
لكنها تحتاج إلى تخطيط جيد ، وسرية كاملة
أنتم فقط الذين تعرفون بها
وحسابكم جميعا عندى ..
إذا خرج السر من أحدكم !
- حاشا لله يا سعادة الرئيس
نحن مستعدون للحلف أمامكم
على هذا المصحف الذى على المكتب ..
- لا داعى لهذا ..
فأنتم تعلمون مدى ثقتى بكم
----
لم تمض ثلاثة شهور
حتى وقع مدير القسم
فى الفخ المنصوب له بإحكام
وتحدثت الجرائد الصفراء ،
وغيرها من مختلف الألوان
أما التلفزيون فقد استضاف
رئيس مجلس الإدارة
حيث راح يتحدث طويلاً
عن ضرورة تطهير الشركات من الفساد
ثم ابتسم للمذيع ، وقال
- وسوف أعطى لبرنامجك خبرًا حصريا :
وهو أن مجلس الإدارة فى اجتماعه اليوم
قرر فصل هذا الموظف المنحرف
وبالإجماع !
****
|