حدث فى حديقة الحيوان
كنت متجها لزيارة أحد اصدقائى
وعندما توقف الأوتوبيس
فى اشارة مرور طويلة ،
أمام حديقة الحيوان
ترددت لفترة ، ثم قررت النزول
اتجهت لشباك التذاكر
وقطعت تذكرة
ودخلت
----
كان يوم إجازه
والحديقة مزدحمة بالزائرين
وأكثرهم من الأطفال
تجولت قليلاً بين بيت الفيل ،
وجبلاية القرود
ولم أتوقف أمام الاسد طويلا ..
لأننى لا أحب ان أرى انكسار هذا الوحش الكاسر
أحسست بالتعب
فذهبت إلى مسطح أخضر
تجلس فيه بعض العائلات
وحولها الأطفال يلعبون بالكرة
----
جلست بجوار عائلة
الأب ، والأم ، وثلاث بنات
كانوا يراقبون ابنهم ، وهو يلعب
ثم نشروا مائدتهم على العشب
وأخرجوا أكياس الطعام
وراحوا يتقاسمونها
فوجئت بابنتهم الصغرى
تحمل لى بعض السندويتشات على طبق ورقى
شكرتها بشدة ، لكنها أصرت على تركه
وعادت لأسرتها
كنت بالفعل جائعا ، فأكلت
السندويتشات لذيدة جدا
وكان علىّ أن أذهب لأشكر الأب
سألنى : هل أنت وحدك
قلت : نعم
دعانى للعب دور كوتشينه
قبلتْ
التف الجميع حولنا ، بما فيهم الابن
ورحنا نضحك ، ونتحدث
عن عملى ، وبلدى ، ثم عن حياتى كلها ..
الأسرة طيبة جدا ، ومحافظة
والبنات مؤدبات ، وجميلات
قالوا لى : إن الكبرى مخطوبة
وستتزوج قريبا فى مدينة أخرى
أما الوسطى ..
فكانت تنظر فى الأرض
حين أنظر إليها ..
عاودت شكر الأب والأم على السندويتشات
قالت الأم بحنان بالغ :
-على ماذا يا بنى
هذا شىء بسيط ،
وأنت فيما يبدو ابن حلال
وتستاهل كل خير..
أحسست أن أمى هى التى تتحدث
وتمنيت لو ألقى بنفسى فى حضنها
أعطيت الأب عنوانى ، ورقم تليفونى
لم تمض سوى أيام قليلة
حتى زرتهم فى منزلهم
رحبوا بى بشدة
كأنهم يعرفوننى من زمن طويل ..
سألنى الأب :
- هل نحضر لك لقمة ،
قبل أن نشرب الشاى معا ؟
وجدتنى أقوله له :
- أنا جائع بالفعل
لكن يشرفنى يا عمى
أن أطلب يد ابنتك الوسطى !
ابتسم ، ولم يرد
ثم قام على الفور ، واتجه إلى المطبخ
سمعت زغرودة الأم
تملأ المكان بفرحة ..
كنت فى أشد الحاجة لسماعها .
|