قطرات الندى
جافاه النوم طوال الليل
وفى الصباح الباكر
فتح النافذة
مد يده ، وراح يلمس اوراق الشجرة
المطلة علي غرفته
كانت باردة ، وعليها بعض قطرات الندى
رفعها باصبعه ، وتذوقها بلسانه
احس لها بطعم
يختلف عن الماء الذى شربه
طـيلة حياته كلها
ليس فيه ملوحة
ولا كلور
ولا اية شوائب
بل انه اقرب الى الماء
المحلى بالقليل من السكر
اما رائحته
فمزيج من الفل وزهرة البرتقال
اغلق النافذة
واستلقى على اقرب مقعد
راح يفكر فى مصدر تلك القطرات من الندى :
هل هى حقا من السحب ؟
ام من السماء التى فوقها ؟
ولماذا تسقط فى آخر الليل ،
ولا تسقط فى اوله ؟
وكيف تصعد كما يقال من البحر
ثم تهبط بدون ملح على الارض ؟
وتساءل :
لماذا لا يجمعها الناس فى زجاجات ،
اذن لباعوها باغلى الاسعار ؟!
وراح يفكر :
هل يمكن تاسيس شركة
تتخصص فى تعبئتها وتوزيعها ..
ان الاعلانات عنها ستكون مكلفة
لكنها سوف تتفوق على كل الاعلانات المنافسة
للمياه المعدنية
التي يستخرجونها من الآبار
ولا تكون بهذا الصفاء السماوى !
وتعجب :
لماذا لم يفكر احد فى ذلك من قبل ؟!
هل لان المشروع قليل الجدوى ؟
او عديمها ؟
فى صباح اليوم التالى
وبعد نومة طويلة هادئة
اسرع بفتح النافذة
كانت الشمس ساطعة
والسماء مكتملة الزرقة
حدق فى اوراق الشجرة
المطلة على غرفته
لم يلحظ اى قطرات من الندى فوقها
لكنها كانت شديدة الخضرة ، ويانعة !
ـــــــــــــــــــ
|