كتبها Administrator
|
السبت, 28 مارس 2015 14:25 |
الزمان لى . .
تعرفنى .. وأعرفكْ تُبغضنى .. وأبغضكْ تَطعننى .. وأطعنكْ .. فهل تُرَى فى العاقبَهْ لمن تكون الغَلَبَهْ ؟! * * تحوطنى .. أحيط بكْ تخدعنى .. أخادعكْ تظل ساهراً .. أراقبكْ تجىء باكراً .. أجىء لكْ .. فهل ترى فى العاقبهْ لمن تكون الغَلَبهْ ؟! * * فى ملتقى الرياح .. قد نصبت خيمتَكْ فهل وَقَتْكَ من غوائل الرياح .. خيَمتُكْ ؟! فى وسط الأمواج ، قد دفعت زورقَكْ فهل مضى للشاطىء المنشودِ .. زروقٌكْ؟ فى تربةٍ معجونةٍ بالدمّ ، قد بذرتَ حنطتكْ فأىّ طعم أصبح الرغيفُ فى مائدتكْ ؟! قد كنتَ ضَيْفى ، وغدوتَ سارقِى فما الذى جنيت من خيانتكْ ؟! تظل هارباً بمزْودى .. أظلّ دائماً ألاحقكْ ! فهل ترى فى العاقبهْ لمن تكون الغَلبَهْ ؟! * * أنشودتى على ذوائب الجبالْ وخطوتى تخضر تحتها السهولْ .. وإخوتى الذين سافروا على السُّفُنْ وأبعدوا .. مع القطارْ ينتظرون الطائرةْ ! وهؤلاء الصبيةُ "المشاكسون" .. هم الذين يرسمون اليوم باقتدارْ .. خريطةَ الوطنْ ! .. فهل ترى فى العاقبهْ لمن تكون الغلبهْ ؟! * * تُخطئُ إذْ تحسبنى أنَا الذى أمامَكْ فى هذه اللحظةِ ، أو فى ذلك المكانْ ؟! فإننى أمَتدّ فى الزمانْ وهذه التلالُ ، والسهولُ ، والوديانْ ذرّاتُها من جَسَدى .. هواؤُها من رِئَتى .. آبارُها مملوءةٌ بأدمعى ، وعَرَقى .. .. فهل ترى فى العاقبَهْ لمن تكون الغلبَهْ ؟! * * أنا الذى حفرتُ بئر زمزمْ وخضتُ فى مياه النيل .. حتى النَّبعْ وانغرستْ خطاىَ فى أوراسْ .. أنا الذى رفعتُ فى استانبولْ مئذنة تقول : لا إله إلا الله .. وحَمَلَتْ يداىَ من دمشْقْ رسالةً للصينْ أنا الذى أضأتُ فى بغدادْ وَطِرْتُ من إيرانَ .. حتى الهندْ على بساطِ الريحْ لكنّنى الآن .. جريحْ أشدّ من ضمادتى ، وأستعيدْ مقدرتى على الوقوف .. من جديدْ .. فهل تُرىَ فى العاقبَهْ لمن تكون الغَلَبهْ ؟! * * تكون جولةٌ .. وقد تكون جولتانْ ! وبعدها .. ينصرف المقامرون ، تنتهى مراسم الرّهانْ ! ولا يصيرُ فوق أرض الحَلَبهْ سوى أنا وأنت .. خوذتى ، وخوذتك .. للحظةٍ .. البيتُ قد يكون لَكْ والحقلُ قد يكون لَكْ وهذه الأسلاكُ قد تكون لَكْ لكنما الزمانُ لى .. أنَا الزمانُ لى ..
ــــــــــــــــــــــــ
|