وقال فى وزير أعفاه السلطان من منصبه :(1)
خرج الوزير من الوزاره فترملت فى الحى حــاره
غـشى حوائـطـــها الأسـى طبخت منازلها البصاره
ورأى الجميع وزيـــرهم يدع الحصان إلى الحماره
ويعـــود منـكـــوس الجبيـــن ، عليـــــــه آثـــــار النشــــــاره
فــى الليــل ، راح الشـــامتــــون يعـــللون لــــــه انكـســـاره
البـعـض يـتـهم الزمــــــــان ، ومــا عليــــه مـــن الحقـــــاره
والبـعـض يـهتـف إنـــــــها الأحـداث تـفتـرس المـــــــــهاره
والبـعـض يـرمـقه ليــعرف كيــــــف تمتــص الــــنضـــــاره
والبـعـض يـنـظر للأثـــــــاث الفـخـم .. ينتـظر انـهيــــــاره
وتــجـئ زوجـتـــه لتـقـســـم إنــــه ( مـن عيـن جـــاره ! )
ويـظـل مـنـتـظـرا طويـلا ثـــم يـبـتـلـع انتـــظاره
ويــقــــول : ليــــس كــــما تظنـون المنــاصــــب والإداره
هـى لـعبــة مجنــونة تسـعى بــها ريــح الإثـــاره
إنى احترقت بنـارها والمــرء تـحرقـــه شـراره
واليوم أصبح خالصا منها ، وأعمل فى التجاره !
( 1 ) ذهب العلامة ( فيشر ) إلى أن المقصود بهذا الوزير هو ابن السماك ومن الواضح مدى التعصب فى هذا الزعم . أما نحن فنذهب إلى أنه ابن النجار ، اعتمادا على ما ورد فى البيت الرابع من القصيدة ، فتأمله بدقة !
|