وقال فى قاضى نباح ( وكان مرتشيا ) :
غرائب الأشيـاء ملء البـطاح
وليـس من يـشبــه قـاضى نبـاح
لا يـرفض الرشـوة مستنكـرا
وإنـــــما يـقبلــــها بـــارتيــــاح
وإن أشـاع النـاس عنه الخنا
قـــــال : كريـم يتـلقى الرمــاح !
إن جاءه خصمان : عاد الذى
يرشــوه حرا ، والنـواهى تبــاح
أمــا الذى يطــمع فــى عدلــه
فيـدخل السـجن مهيض الجنــاح
***
فــى مــرة قابــلتـه صــائــحا
فقلت : عفوا ، لم هذا الصياح ؟
فـقال : أولاد الحــرام افتــروا
وصيروا الكــون حمى مستبــاح
دللتـــهـم ، لكنـنــــى عــــازم
أن أقـتــل الذئب ، وأفـدى نبــاح
هتـفـت : هــذا مطلب يفتــدى
فـأى شئ بث فيــك الكفـاح (1) ؟
فـقال : لـو تعلم ماذا جنوا ؟!
لقـد أبـــاحـوا منــزلى للريـــــاح
قـد نهبوا الدار ، ومـا تحتوى
وراح يـبــكى ، ويطيـل النـــواح
همست والفرحة فى لهجتى :
لا تبتئس يا صاح .. ما جاء راح (2)
( 1 ) فى س " هذا مطلب رائع " وفى ك " هذى بلدة تفتدى " .
( 2 ) ننبه القارئ الغافل هنا إلى الاختصار البليغ فى جملة ( ما جاء راح ) أى ما جاء من غير وجه حق ضاع بسرعة وسهولة من صاحبه !
|