كتبها Administrator
|
الجمعة, 08 أغسطس 2014 12:57 |
قصيدة مدينتان
الأولى تبتسم بوجهكْ
وتمد ذراعيها لكَ
وشوارعها تنداح أمامك ..
والناس ترحب بك
· ·
أما الثانية
فترمقك بنظرة شكّْ
وتكاد مبانيها تقذفك
ببعض حجارتها
وتقول معالمها :
ماذا ألقاك علينا ؟ !
· ·
الأولى تمنحك الفندق ، والمقهى ،
والشاطئ تغتسل لديهْ
وتذيب هموك فيهْ
أما الثانية
فتغلق كل نوافذها
وتعرقل خطوك حتى لا تعبرها ..
وإذا شدّتك .. فنحو مقابرها
كى تشهد خاتمة الدنيا ، ومصير الأحياءْ !
· ·
الأولى سيدة
تعرف كيف ترحب بالزوار
وتقدم أقداح الأنس إلى السمّار
تلقاك على باب حديقتها
فى يدها بعض الأزهار ،
وفى عينيها فرح بلقاءٍ ، ووعودْ ..
لكن الأخرى ..
شعثاء الشعر ، مجعّدة الكفين
تشير إليك بأن تمكث خلف الباب ،
ولا تدخلَ إلا عند الموعدْ
وإذا غادرت .. فلا تنظر خلفك !
· ·
ما أقسى أن تطردك المدن الصّماء !
مدن الوحشة والوحدة والبغضاء
تدخلها مضطرب الأعصابْ
تخرج منها مضطرب الأعصابْ
أما المدن الأخرى ..
فهى الأبقى فى القلب ،
نسائمها عطر .. وسحابْ !
وحديثك عنها عزف متصل
للنفس .. وللأحبابْ
|