قصيدة أيتها السيدة الجميلهَ .. |
|
|
|
كتبها Administrator
|
الجمعة, 08 أغسطس 2014 11:47 |
قصيدة أيتها السيدة الجميلهَ ..
أيتها السيدة الجميلهْ أيتها السيدة النبيلهْ ما كل هذه الدموعْ فى عينك الواسعة الخضراء ؟ ! وأنت تجلسين تحت نخلة عجفاءْ على ضفاف تُرعة ، شحيحة المياهْ وخدك النحيلْ مستند على يدكْ تفكرين فى قساوة الأبناءْ .. وكيف أبعدوا مع الضحى ، ولم يعاودوك فى المساء ! وسوف يهجم الشتاءْ لا كسرة فى البيت ، لا غطاءْ ! وأنت دائمًا ترددين : الموت خير من شراب الذلْ والقبر خير من سؤال الجارْ !! * * أيتها السيدة الجميلهْ أيتها السيدة النبيلهْ لقد تقادمت بك الأيامْ وانكسرت فى صدرك السهامْ وأنت ترقبين مقدم الغزاة حين يدخلون ، وابتسامة الحكام حين يصعدون .. لا فرق إلا فى الخطى ، وفى اللجامْ ! ورغم حقلك الملىء بالندى ، ونيلك الفيّاض بالأحلامْ حملت حزنك الثقيل ، واحتملت كل هذه السنينْ وكنت دائمًا تفضّلينْ فضيلة الصمت على بلاغة الكلام ! أيتها السيدة الجميلهْ أيتها السيدة النبيلهْ لقد حسبت حينما مضى الغزاهْ أن يطلع الصبح ، وتبدأ الحياهْ ! لكن كسْر القيد لم يكن نجاهْ فقد تكالب الطغاهْ واشتدت القسوة بالقساهْ وانفردوا بالمال يجمعونه ، ويجلسونْ على مقاعد (البِسينْ) بطونهم منتفخهْ عيونهم مفخّخهْ إذا تحدثوا .. فبالسيجارْ ! وإن تهامسوا .. فبالكافيارْ ! أيتها السيدة الجميلهْ أيتها السيدة النبيلهْ إلى متى يظل ذلك السوادْ يلف شمسك ، التى تلوح من خلال ثوبك القديمْ ؟! ودائمًا تقطبّين فلا افترار بسمة ، ولا رنين ضحكةٍ مجلجلهْ ! بل الأسى ، والصمتُ ، والدموعْ وسرك الدفين متى يظل مغلقا ، ولا يبينْ كأنه الموت الذى يرقد فى القبورْ منتظرًا إشارة البعث ، وصيحة النشورْ ؟! أيتها السيدة الجميلهْ أيتها السيدة النبيلهْ لقد غسلت قلبك الكبير بالإيمانْ وكان صافيا ، فصار كالمرجانْ ! أحببت كل الناس دونما كراهيهْ والطير ، والقطة ، والجعران .. لكن ليلك الطويل حين حلّ ، لم يكن مجاملا هوى عليك مثل داهيهْ ! تمدّدتْ لألف عام ! وكنت مثل اليوم ، تجلسين تحت نخلة عجفاءْ كأنها كف إلى السماءْ مرفوعة بلهفة الدعاءْ فما الذى تقوله فى ذلك الدعاء ؟ وهل ترى .. تجيبها السماء ؟!
|
آخر تحديث الثلاثاء, 28 أبريل 2015 22:59 |