كتبها Administrator
|
الاثنين, 20 مايو 2013 22:20 |
قصيدة أشياء صغيرة
أضحكُ أحياناً .. إذا ذكرتُ من طفولتى أشياء .. لم تعد كبيرة كما عهدتُها لكنها مسنونةُ الأطرافْ تنام فى دمى .. فإن لمستها تشابكت ، واندفعتْ فى جسدى! * * وكنت يومها أعيش روعة الصبا .. أنشودة حالمة ، دافئة القرارْ ويلتقى الصحابُ يرقص المكان بالنغمْ يموت فى الضلوع ما يكون قد نما من الألمْ "عمرى لكم .. فلتملأوا الدقائق المنتظرِةْ قلبى لكم .. فلتمدد الغصون ظلها، ولتقطفوا لاثمارْ!" * * وترتمى النكات، ليس فى العيون ما يروعْ ولا الأفقْ مكتئب ، يعتصر الشموعْ * * الحب ليلنا ، صباحنا ، فرحتنا لكل واحد فتاةْ مفخرة يسلك فى مفرقها النجومْ يرفعها إلى القمرْ يتيه بين الصحب بابتسامها ، بشعرها ، بلون ثوبها البديعْ ! * * كنا .. وجاءنا الصباح ذات يومْ بوافد جديد - أهلاً بمقدمك وقال: - هذه الفتاة لى .. - وا أسفا .. هناك غيرها ، أشد فتنة وحسنا .. - لكنها تروق لى .. - يا صاحبى ! - تروق لى .. * * وانحدر الزمانُ بالصبا ، فبعثر الصحاب فى الدروبْ وانكمشت فى ركنها المهجور .. فرحة القلوب ! وفجأة قابلته ما أضيق العالمَ ، حين نُفٍسحُ الخطى ، ونُدِمنُ التَّرحالْ !! ولم تكد تضمّنا زاوية المقهى الدخانىّ ، ويهدأ السعالْ حتى تبادلنا حديث الأمس ، والمغامرهْ وكيف أصبح الرجالْ ؟! وفى اقتراب طائر محاذر ، سألته عنها ، فقالْ : "تزوجتْ ، وأنجبت ، وانفصلتْ ..." ولم يُبالْ !! * * على طريق عودتى المنكسرهْ أحسست بالهواء لافحا بغير حبّْ محترقاً بغير حب واغرورقت عيناى، كادت الدموع تنسكبْ لكننى أمسكتها .. وفتشت أظافرى فى الصدر .. عن صديقىَ القديمْ أخرجته .. طعنته بألف خنجر ، تركته على الرصيف جثة بلا غطاءْ! * * أضحكُ أحياناً .. إذا ذكرتُ من طفولتى أشياء .. لم تعد كبيرة كما عهدتُها لكنا مسنونةُ الأطرافْ تنام فى دمى .. فإن لمستها تشابكت ، واندفعتْ فى جسدى !
|
آخر تحديث الأربعاء, 25 مارس 2015 21:58 |