الطائرة الورقية
[من ديوان « هكذا تحدَّث أبو الهول ».. كُتِبتْ حنينًا لأيَّام الطُّفولة ، الأكثر أحلامًا وحريَّةً .. والتى عشتها في منطقة الدرَّاسة ، شمال حي الحسين ، التي كانت مليئة بالسعادة والحبِّ وبعضِ الحِكمة ..]
كنَّا نصنعها بمهاره
مِن ورق ، ونَسائل خوص ، ودُبارهْ !
ونصيح إذا صعدت في الجو:
طيَّارهْ !
طيَّارهْ !
* *
كنَّا فوق الأرصفة نفصِّلها ،
ونُوصِّلها ،
ونجملها بالألوانْ
* *
كانت تصبح أحيانًا أكبرَ منَّا
لكنَّا كنا نرفعها بسواعدنا
ونسير إلى أعلى الرَّبوة ،
في ثِقة واطمئنانْ !
* *
كانت مفخرةً
تَتشارك فيها الفتيات مع الفتيانْ
ويُحدِّق أهل الحارة عجبًا
مِن هذا الإصرار على الإتقان
* *
كنَّا حين نُطيِّرها
نشعر أنا نجلس فيها ، ونطيرْ
كنَّا نحلُم بالسفر إلى أرض أخرى ،
آفاقٍ لم يطرقها من قبلُ أحدْ
أنهارٍ ، وبحورْ !
* *
كانت طائرةً ورقيهْ
لكنَّ مشاعرها كانت حيّهْ
تحزن حين نشدُّ الخيط بها ..
وترفرف حين نمدُّ الخيط لها ..
كانت تهفو للحريَّهْ
بجناح من حبّْ
والآخر مِن نور !
* * *
|