الجريدة
[كُتِبت في الثَّمانينيات بمدينة الدَّوحة في قطر .. وكنت أنتظر شيئًا يحدُثُ في عهد مبارك ، ولكنَّ كلَّ الأمور كانت مستقرة على نحو سيِّئ !]
أخشى مِن الإدمان ،
لكنِّي أمارسُهْ
كل صباحٍ .. عندما يمر بائع الجرائدْ
فألتقيه جائعًا .. مبتسمًا
كأنَّما أؤانسُهْ !
* *
أسلِّمه النقود ،
كي يُسلِّمني الجريدهْ
ولا أضيع لحظةً ، فأنحني ..
مفتشًا عن خبرٍ أفتقدُهْ
أقرأُ كل الأعمدهْ
من اليمين للشمالْ
من الشمال لليمينْ
لكنَّني .. لا أجده ْ!
* *
وكالة الأنباءْ
تحمل من شؤون الكونِ ،
والفضاءْ
ما يملأ الفؤاد رعبًا !
* *
ويعكُف المحلِّلونْ
على قضايا الفقر والديونْ
يناقشون ..
سياسة الرغيف ، وانطلاقة الدولارْ
لكنهم ينتظرون
مجاعةً في آخر القرن ..
تحوِّل المسارْ !
* *
وفي اجتماع قمة المصالحهْ
ينقسم العالم قطعتينْ
غارقةً ، وسابحهْ
ولا نرى لأين .. ؟
* *
لكنَّما يدفعني حقيقةً إلى التفكيرْ
أنَّ هناك مَنْ لا يُريد لاسمه التغيير
من ( حَنَفي ) إلى ( سمير ) !
* *
وأنَّ ( ست الدارْ )
قد فقدت أختامها بجانب الحُسيْن !
* *
وأنَّ أولاد الحلالْ
لو أرجعوا لأمها صغيرةً ..
تغيَّبت من ليلتيْن !
* *
وفي رحاب صفحة الأموات ،
ما أشد قسوةَ المفارقهْ !
الناس يُعلنون عن فقيدهم ..
بأنه « كانَ .. وكانْ »
وأنهم أيضًا من الأعيانْ !
مناصبٌ .. وأوسمهْ
وعزوةٌ مقسَّمهْ
وكلَّما طال عمود النعي ، أو تعدَّدا
تخيل الجميع أن ذلك الميت ..
يستحق مسجدا ! !
* *
وفي ختام الصفحة الأخيرة
حيث حكايا الفن دائمًا مثيرة
تكون غالبًا هناك صورةٌ ..
لامرأة مبتسمهْ
ذات بهاء ، وأَلَقْ
كأنها تقول لكْ:
« لا شيء يستحق أن يكدِّركْ .. »
« لا شيء يستحق أن يكدِّركْ .. »
* * *
|