رباعيات
[على خطى عمر الخيام ..]
للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــ
أغمضت عينىّ لكى لا أرى
وصنت سمعى عن ضجيج الورى
لكننى لم أستطــــع لحظـــــة
أن أوقف الشعر إذا ما جرى
ـــــــــــ
الشعر عندى كالهواء الطلقْ
تمرّ فيه السحْب ملء الأفقْ
وحينمــا تلحقـــه غضْبـــة
يصير مثل الرعد، مثل البرقْ
ــــــــــ
حاولت أن أخفيه أو أطفئهْ
لكنــه كالجمر فى المدفأهْ
إن ثــار أحرق ما حولـــه
وفضّ أسرارى بلا توطئهْ
ـــــــــــ
الشعر شبـــاكى الذى ينفتحْ
إن أصبح الحزن بديل الفرحْ
أو فاضــت الآلام عن حدها
وعربد الفاسد ، والمنبطحْ
ـــــــــــ
الشعر لا يقبل صوت النفاقْ
ولا الذى يغتال حق الرفاقْ
ومن يلاقيــــك بأحضــــانه
ومنه يسرى خنجر فى العناق !
ـــــــــــــ
غمست شعرى فى مياه المطرْ
وجئت كى أغسل ثوب البشرْ
وجدت أوساخ الورى فى النفوسْ
ولم أجد فى الثوب ما يعتصرْ!
ـــــــــــــ
رجعت لليــل أناجى النجــــومْ
وليس فى الظلمة غير الغيوم
وصرخة تنداح عبــر المدى
من طفلة تائهة فى التخوم ..
ــــــــــــــ
ماذا وراء اليأس إلا الردى
وحفرة تختصـــر المبتــــدا
والناس تنسى من هموم الحياهْ
والصوت يمضى ، ثم يفنى الصدى
ــــــــــــــ
ياوردة تنبت بين الركــــــامْ
فاتنة ، بيضــاء مثل الحمام
كيف اخترقت الجثث الباليهْ
وشعّ من عينيك هذا الضرام ؟!
ــــــــــــــ
يامخرج الحىّ من الميّت
ورازق الدودة فى التربة ..
افتح لعينىّ طريق الهدى
واسكبْ رحيق الفجر فى مهجتى
ـــــــــــــــــــــــ
|