شادية |
كتبها Administrator |
الأحد, 24 ديسمبر 2017 22:32 |
شادية قصيدة للدكتور حامد طاهر ــــــــــــــــــ [ كتبت هذه القصيدة فى نوفمبر 1967 ’ أى بعدنكسة يونية بشهور قليلة ، ولم أطلع عليها إلا صديقى وزميل دراستى ثم رفيقى فى الجيش والكاتب الروائى المتميز أ.د. حسن البندارى الذى أعاد تذكيرى بها ، وها أنا أهديها له ولكل محبى الفنانة شادية ..] ـــــــــــــــــــ فى طرقات الليل المزدحم بأنفاس العشاقْ يتدفق صوتك رائحة ورديهْ تروى أزهارالحب ، وتسكب فى الأشواق عصارتها الحيهْ ــــــــــــــــ وعلى طرقات الليل الخالى .. إلا من شهقات البؤساءْ يعزف صوتك تعزية إنسانيهْ حانية ، تاسو جرح اليأس ، وتمسح دمعته المأساويه ــــــــــــــــــ ومن الليل الممتد على مصر ، شدوت بأغنية مصريهْ هاجت فى أعماق المصريين شظايا الوطنيهْ فاندفعوا ، وغناؤك فى دمهم يقتلعون جذور القيد من الليل ، ويحتضنون الحريهْ ـــــــــــــــــــ شادية العصر تغنين ، فينهمر الصوت على ظلمات النفس المطويهْ ويسيل النهر من الصخر المصمت ، ترقص فى الوحدة ألوان وطيوف عذريهْ وأحس بأنك ــ دون الأصوات الأخرى ــ عدت من الأرض الفرعونيهْ تبتعثين صفاء الروح المصريهْ وتهزين فروع التوت ، فيسقط فى أفواه الجوعى ، العطشى .. أغنية ، أغنيهْ ـــــــــــــــــ شاديتى .. يصبح لون الصبح جميلا حين تغنينْ يبدو وجه الليل وديعا حين تغنينْ يسرى الدفء بصدرى .. فى ليلات البرد القارص حين تغنينْ تنكسر النسمة فوق جبينى ، فى الصيف الساخن .. حين تغنينْ وإذا ما اشتبكتْ فى عينىّ غصون الحزن، وأقبل صوتك ، جف الحزن ، وأزهر فى اللحظة شوق وحنينْ ! ــــــــــــــــ شاديتى .. أحيانا ألمح فى صوتك دمعة حزن ، لا تبدو للمستمعينْ أتأملها شاردة فى جوف الليل ، الممتلئ نجوما وطواحينْ تائهة كالقطرة فى بحر مزدحم الأمواجْ وأحس بأنك تعتصرين أساها .. فى صمت خالدْ وتدارين تألقها عن أعيننا .. لكنك لا تحتملين ! فإذا صوتك ينثرها فى الريح ، وعيناك الساحرتان تجودان بها .. لؤلؤة ، أغلى من كنز علاء الدينْ ـــــــــــــــــــ |