الليل والنهار |
كتبها Administrator |
السبت, 18 مارس 2017 20:47 |
ـــــــــــ فإذا استعرضنا بعض ما ورد فى القرآن الكريم حول الليل والنهار وهو كثير جدا ( 57 مرة للنهار ، 93 مرة لليل ) لاحظنا مدى الأهمية التى يحظى بها كل من الليل والنهار ودلالتهما على خلق الله ، وقدرته ، وتدبيره ، وتسخيره لهما باعتبارهما آيتين من آياته التى ينبغى أن يتدبرها كل إنسان لكى يقف منها على حكمة الله فى الكون ، ورحمته بالبشر . ـــــــــــــ الليل والنهارمن خلق الله مثل سائر الكواكب : ( وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر ) وجعلهما من آيات الله أى من العلامات الدالة على وجوده وألوهيته : (إن فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب ) كما أنه هو الذى قدّر مسافة كل منهما وحدّد له هدفا لمصلحة الإنسان : (والله يقدر الليل والنهار ( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ، ولتبتغوا من فضله ) وهو يدير كلا منهما تبعا لنظام كونى مستقر : (يكوّر الليل على النهار) ( ألم تروا أن الله يولج الليل فى النهار ، ويولج النهار فى الليل) ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) وكما اختص تعالى بالإحياء والإماتة فقد اختص باختلاف الليل والنهار ، وتكويرهما ، أى تدوير أحدهما بعد الآخر ، وعدم تداخل أحدهما فى الآخر : (وهوالذى يحيى ويميت ، وله اختلاف الليل والنهار) (خلق السماوات والأرض بالحق يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل) (وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أردأن يذكّر أو أراد شكورا) ومن أهم نعم الله على الإنسان أنه قسّم يومه بين الليل والنهار ودعاه إلى أن يتفكر فى حاله لو جعل له الليل مستمرا بدون نهار : ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة ، من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه . أفلا تبصرون) ؟! ـــــــــــــ ومن تجاربى الشخصية أننى عزمت ذات يوم على السفر من الإسكندرية قبيل الفجر وكان الليل ما زال يلفّ المدينة بعباءته ولم أكد أتجاوز أطرافها حتى فوجئت بـ (شبورة) تسقط على الطريق فتحجب الرؤية تماما ركنت السيارة على أحد الجوانب ورحت أشاهد منظر انسلاخ النهار من الليل .. بدأ الضوء خافتا جدا وضعيفا ثم راح ينداح فى الأفق بالتدريج ورويدا رويدا .. تحول الظلام إلى غبش وبدفعة واحدة ، عم الضوء وانتشر وحين ظهر قرص الشمس تلاشت حدة الشبورة وأصبح الطريق واضحا عندئذ بدأت السيارات المتوقفة تتحرك .. وبعض الطيور تحلق فى السماء !
ــــــــــــــــ
|