قصائد شعر حر وعمودي |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 27 ديسمبر 2016 23:23 |
عودة النبض
أم الروح الذى أطلق فيه الياسمينْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما قلت : أحبك
عندما قلت : أحبكْ عندما قلت : أحبكْ عندما قلت : أحبكْ والأطيار ،
عندما قلت : أحبكْ
حينما قلت : أحبكْ
أجمل لحظات الحب
هى تلك النظرة من أعماق العينين إذا ما صعدت من شريان القلب المولودْْْ هى تلك اللمسة حين تكون بلا هدف مقصودْ هى تلك الساعات من الصمت الممتدّ بلا شط وحدودْ هى تلك الأغنية الصادحة على نغمات العودْ هى تلك الأشواق الظمأى من غير وعودْْ هى حين يكون لقاء يعطى ، ويجودْ او حين يكون وداع من غير شهودْ
ـــــــــــــ
أجمل لحظات الحب سويعات لا تحسب من ساعات الزمن المعهودْ يصنعها العشاق لأنفسهم فوق سهول البحر وتحت سحاب شفّافْ لا يخفق فيه طير أو تعبره طائرة بل نسمات وادعة ، وعرائس أطيافْ ــ كيف يحس العشاق ؟ ــ مشاعر لا يعرفها أحد لم يعشق من قبل ولا تقدر أن ترصدها الآوصافْ
ــــــــــ
أجمل لحظات الحب تشابه بعض فراشات تتطاير حول فتيل المصباحْ وتظل تدور .. إلى أن يجذبها النور فتدخل فيه صادحة بالأفراحْ أما نحن .. فنحسب أن المسكينة ذهبت للموت ، وضحّت بجناحيها دون نواحْ ! لكن الجذبة للنور هى المقدور استحسنها فتخيرها كى تصبح زيتا للمصباحْ !
الابتسامة
الابتسامه الابتسامه الابتسامه
مملكة الليل إن كان سائر النهار لكْ
نيرفــانــا
أنا فى الليل مثل فراشة أنا فى البيد موال لراع وها أنا قد أتيت إليك مفتقرا أدق الباب وألف كتاب من الأصحاب !
كل شىء يتغير
بشوق واصطخابْ سوى بعض شجونٍ وسرابْ ـــــــــــ من حُداء بدوىّْ ! ــــــــــــ
مثلما الاحساس ماتْ ! على كل الجهاتْ
ــــــــــ
سحقته الشمس .. فيما بين بعد واقترابْ
ــــــــــ
.. .. ..
!
الوجــــــوه
وجه ضاحكْ وجه عابسْ وجه محزون أبدا وجه ماكرْ وجه عذبٌ .. وجه مالحْ وجه من غير ملامحْ وجه يتحول فى أشكال أخرى.. وجه يُسفر عما يحمله من إحساسْ وجه يتخفّى حتى لايدركه الناسْ وجه كالذهب الخالصْ وجه مطلىّ بنحاسْ وجه لا تنساه طوال العمرْ وجه حين تفارقه يسقط من ذاكرتكْ وجه يجعلك تبوح إليه باسراركْ وجه تخشى أن تخبره عما يحدث فى داركْ وجه تتمنى ألا تلقاهْ وجه تدعو الله .. لكى تلقاهْ وجه يسرى فى الحلم فتسعدك رؤاهْ وجه تلقيه الريح عليك ، فتقضى طول اليوم حزينا من مرآهْ
* * الأوجه فى كل مكانْ تسبح فى الجو ، وتمرق فى الماء ، وتدلف من كل الأبوابْ تتحدّانا ، تحصرنا ، وتراوغنا .. حتى لاندرى أىّ الوجهين : الصادقَ والكذّابْ ؟ من منا يقدر أن يستكشف ما فيها ، مَنْ أغوار مظلمة ، وضبابْ بعض ملامحها حُفَر ، وفخاخ ، وسرابْ أطيافَ ملائكة تبدو أحيانا، وتكشر فى أحيان أخرى ، مثل شياطين ، تتـلوى فى السقف ، وفوق الجدرانْ ! * * الأوجه أقنعة مختلفات الألوانْ صفراء ، وحمراء ، وزرقاء .. يلبسها كلٌّ منا طول اليومْ يستبدلها عشرات المراتْ ينزعها عند النومْ لكن الأجرأ من يصحو فى قلب الليل ، وينظر فى المرآهْ منزوع الأقنعة كما صوره الله ! مَنْ منا يقدر أن يتأمل فى وجهه يصفعه إن كان مدانا ، ويعاتبه ان همَّ بشرٍّ ، ويصارحه وجها وجها .. مَنْ منا يقدر أن يتخلص من أقنعتِهْ !
الصـــدور
صدر مفتوح كالبحرْ صدر كالقبو المغلقْ لا توجد فيه فتحات مثل القبرْ صدر تسمع منه الآهاتْ صدر تتلوّى فيه الحيّاتْ صدر يزخر بالعطف على المسكينْ صدر تُشحذ فيه السكينْ صدر لا يدع صديقا يقرب من أسوارِهْ صدر يدعو الناس جميعا .. لزيارة دارِهْ * * الصدر جدار ملتف ، يبنيه الانسان دفاعا عن قلبه ويظل يُحصّنه .. حتى لا يتمكن أحد من أن يطّلع عليهْ وهنالك من يجعل فيه مزاغــل .. ليراقب منها المتلصص ، والهجام ، وملتقطى الأخبارْ الصدر جدارْ قد تُقذف منه الأحجارْ ، وقد تتمدد فوق حوافيـــه الأزهـــارْ * * ماذا خلف جدار الصدر، سوى أرض جرداء ، وبعض الصبّارْ ومساكن هُجرت من زمن ، عشّش فيها البومُ، وعاثت تحت سلالمها الفئرانْ آثار هزائم غطاها الرمل ، وما زالت صامدة ضد رياح النسيانْ ! * * قالت – وانحدرت من عينيها دمعاتٌ ساخنة فوق الخدينْ : لا يوجد صدر خال من أظفار الغدرْ وسواء كان امرأة أو رجلا .. فالغدر هو الغدرْ ! لكن الأقسى أن يغدر من نمنحهُ مفتاح القلب ليسكن فيهِ ، فيمزقه بالخنجرْ ! * *
وسرى من أعماق السجن أنينٌ مكتومْ أقسم : لا يوجد فى الصدر سوى أشواك الحقد ، ونيران الحسد المشئومْ كان صديقى أقرب لى منّى .. وأمام القاضى ، بث شهادته سمّا فى أوردتى ألقانى خلف القضبان ، وأحدق بالثروة والزوجة والأولادْ ! * * وهنالك حول ضريح القطبْ صاح الدرويش الهائم : لا يوجد صدر خالٍ ، من حب الله ومن أنفاس القربْ وقبيل الموت بخطواتْ قد يشرق صدر العاصى بالتوبهْ ويفيض الإيمان على القلبْ * * لكن الصدر الأدفأ فى العالم .. هو صدر الأمّْ يسقينا لبن طفولتنا ، ويهدهدنا ، وننام عليه ونحلُمْ فإذا ما بعدت عنه زوارقنا ، ورمتنا الدنيا فى مدن أخرى حيث البردُ القارس ، والناسْ .. جئناهُ ، فوجدناهُ مفتوح الأذرع ، يتلقّانا بمزيد من وَهَج الإحساسْ !
الحب فى الميـدان
كان الطوفانْ يتدافع فى قلب الميدانْ وشعارات الحرية تصدح فى كل الأركانْ وعيون الثوار.. كما فتحاتِ البركانْ كان الصوت الخارج من أعماق الشبانْ يندفع فيكسر كل متاريس القهر ، ويبعث جثث الموتى من تحت الأكفان
* * وعلى خطوات منّى .. كانت تحمل علما خفاق الألوانْ كانت تهتف ، لكن الصوت الصادر عنها كان كصوت البلبل حين يغرد بين الأغصانْ وبعينيها كان بريق الحسن يفوق الغضب الهادر منها ، وعلى خديها امتزجت حبات العرق بأوراق الورد ، وثار الشعر ، فنفرت منه خصلات في لون الليل ، على صبح زاهٍ ، فتانْ !
تبعتها صرخاتُ هتافى .. التفتتْ ، نظرتْ ، علمتْ أنى افديها بالروح .. كما الأوطانْ ! تركتنى أقتسم العلَم المرفوع بيدها ، وأشاطرها الغضْبة والغليانْ وهناك بجوف القصر اختار الماكر أن يكذب ويناور .. حتى اهتزت حول قوائمه الجدرانْ وشهدنا أروع لحظات العمر : سقوطَ الطغيانْ ! طرنا من عمق الفرحة ، هنأنا أنفسنا بالأحضانْ .. كانت كالعصفور الوادع فى صدرى ، تسكن حينا ، وتزقزق حينا فى اطمئنانْ لكن ما لبثت أن فاقت من غفوتها .. رجعتْ للخلف قليلا ، ثم ابتعدت فى قلب الميدانْ تابعتُ خطاها .. لم تتوقفْ .. ذابت كالقطرة فى الطوفانْ كنت سعيدا وحزينا ، أضحك ، أبكى .. وعلى كتفى ربتت آلاف الأيدى ، قالوا : جذبته الفرحةُ ، رشوا الماء على وجهى ، وأعادونى للبيت ، جلستُ بلا قلب: يتنازعنى الشوق اليها ، وأفكر فيما ينتظر الأوطانْ !
أحبك يا مصر ..
أحبك يا مصر رغم السكوت أحبك .. حتى أموت *** أحب صباحك حين يرش الحقول ، وليلك حين يضم البيوت *** أحبك حين تزغرد فلاحتكْ وحين تدارين دمعك فى لحظة الحزن عن شامت يبغضكذ *** أحبك يا مصر حبا تمكن فى القلب مثل ثبات الهرم ومثل المآذن صاعدة للسماء تسوق الدعاء ، وتبدى الندم ومثل الكنائس ، حين تفضفض أجراسها بالألم أحبك يا مصر فى النيل ، حين يهل علينا فيروى العطاش ، ويغذو الجياع وحين يريح الرعاة ظهورهمو فى حماه يطيب الغناء ، ويحلو السماع ! *** أحبك يامصر بعد حلول المآسى ، وأنت تقومين كى تستعيدى قواك وتنطلقى من جديد مئات العواصف هبت عليك ، وما زلت صامدة كالحديد وفيك من الله ما يدفع الشر عنك ، ولو لم تزوديه أو تتقيه *** مباركة هذه الأرض ، موسى ، وأتباع عيسى ، ورايات أحمد . . مرت بها وامتزجت بذراتها وبثت الروح في نخلها وجذور أشجارها فصارت مضمخة بالعطور وكل الزوايا بخور
***
أحبك يا مصر ليس أمامك حب ولا حب قبلك أنت التى فى هواها أدور وكل الجمال الذى ذبت فيه وغنيت له ما كان إلا انعكاس جمالك فوق البدور *** رماد الأحبة هذا الذى نام فى أرضك الطيبه وسيرتهم تملأ الدار والمصطبه وحين تطل علينا زياراتهم تهدهد أحلامنا المتعبه *** لعبنا صغارا بحاراتها وجبنا كبارا ميادينها وحين اصطدمنا بصخراتها مددنا لها الكف كى نتقيها أشارت علينا بتفتيتها ! *** لك الله يا مصر بين الضباع ، وتحت الصراع ، وقيد الحسد يتابعك النمر المفترس ويشغلك الثعلب الماكر وأنت تقومين وحدك فى الريح رافعة وجهك المستضيء بنور الشموس وضوء القمر *** أحبك يا مصر رغم السكوت أحبك . . جتى أموت
يسأل الناس ..
يسأل الناس : ما الذى سوف يجرى ؟ ويعيدون فى السؤال كثيرا ليس يجرى سوى الذى كان يجرى فابدأوا النوم ، واستعيدوا الشخيرا * * كان حلما ، ووردة ، وصباحا ثم راحت جميعُها ، وتلاشتْ هبط الليل من جديد ، وأمسى زامر الحى فى الكآبة صامتْ ! * * هذه الأرض جفّفتها المآسى والغزاةُ الذين داروا عليْها حينما أسلمت نفسها لبنيها أنكروها ، وكّبّلوا قدميها ! * *ّ كيف يرقى سلالم المجد عبدٌ عاش فى القيد ألف عامٍ وعامِ ؟! انه مرهق القوى ، يتهاوى وبأضلاعه مئات السهامِ ملأ الغيم ساحة الأفق ، حتى لم يعد يظهر الطريق المؤدِّى .. وتلاقى الضباعُ بعد اصطراع قسّموا الصيد بينهم دون حقدِ !
مصرُ التى ..
مصر التى نثرت ضفائرها ، وثارت فى ميادين الكرامة والصمودْ عادت من الإعياء مرهقة ، فأسلمت الخطى ، وتمددت فى ظل منعطف صغيرْ وتجمع المتكالبون ليقطعوا من ثوبها علَما ، ويفتعلوا تواريخًا لهم معها ، ولا يترددونْ أن يشربوا نخب انتصار الثائرينْ ! لكنها راحت تحدّق فى الوجوه ، فلا ترى مَنْ كان فى الميدان مشروخَ الجبينْ أو مطفأ العينين من سيل الرصاص المنهمرْ مَنْ هؤلاء إذن ؟ وأين الآخرونْ ؟ أين الذين تجمعوا من حولها ، زمنَ المهانة والأسى ، حتى أزالت سطوة المتجبرينْ ؟ أين الذين استبسلوا قتلا ، وفازوا بالشهادة فى سماء الخالدينْ ؟ أين الذينْ .. ملأوا الميادين الفسيحةَ ، واستطاع هتافُهم أن يُسقط المتكبرينْ ؟
* * نظرتْ الى عمق الوجوه ، فلم يكن فيها شريف أو أمينْ ! نظرت الى أكتافهم .. كانت كأكتاف الذين استنزفوا بالأمس خيرات الوطنْ نظرتْ الى قمصانهم .. كانت هى القمصان ناصعةَ البياض ، وتحتها اسودّت قلوب من عفنْ ! نظرتْ طويلا .. ثم غابت فى مصيبتها التى امتدت لآلاف السنينْ ما عاد يطفئها البكاءُ او الأنينْ وتوجهت نحو الجدار ، لكى تدارى دمعة ، سقطت أمام الشامتينْ !
ملحمة الفلاح المصرى
في أعمق أعماق الغابات
وقبل مجيء التاريخ بآلاف السنوات
كان يسير بلا هدف
إلا من شربة ماء
أو حبة فاكهة
أو بعض الحشرات
وأخيرا وجد النيل
يسير مهيبا في خطوات متئدات
تتقاذف فية عشرات الأسماك الفضيات
وعلي جنبيه نخيل يعلو ،
ويطاول هامات السحب البيضاء
ألقي بالجسد المنهوك
علي طين الأرض السمراء
وصارت جنته العذراء !
****
في اليوم التالي حمل الفأس الفولاذية
وهوي نحو الأرض يقبلها ، ويقلبها ..
فتبادله أطيب ما فيها من خيرات
أطنان القمح، وأجولة الفول ،
وأصناف الخضراوات
وبداخل منزله
راح يربي بعض البقرات
بقرات كانت تمنحه اللبن الصافي ،
والجلباب الدافئ ، والدهنيات ..
****
كان الفلاح المصري بسيطا
يزرع ، يحصد ، ويزوّج
في خاتمة الموسم أولاده
ويبارك في أروقة المعبد أحفاده
محتملا أغلي ما يملك للكهنة من قربان
ملتزما بالسجدة للفرعون
إذا ما مر بموكبه العائم
بين الشطئان !
****
ظل الفلاح المصري صموتا
لا يتكلم حتي حين تؤرقه الكلمات
وخلوقا يسعي في دعم الضعفاء
ويجلس بجوار النيل يصلي ..
في زمن القحط ،
وحين يفيض الفيضان
وإذا أوقف في محكمة الموتى
أقسم أن يديه ما لوثتا النيل ،
ولا ألقي فيه أعواد الشوفان !
****
كان الفلاح المصري خبيرا
بخبايا الأرض السمراء
يعرف كيف تجود ؟
ومتي تلفحها الشمس الغضبى ،
فتشققها ؟
وبأي مدار يفرشها البدر إذا اكتمل
بضوء مملوء بالأزهار
لكن الفلاح المصري تفاجأ يوما
من أيام الصيف الحارقة .. بجيش جرار
هاجم من ناحية الشرق
وشتت حامية الجند .. بلا إنذار
وتوصل للفرعون الأعلي ،
أسقطه من أقوي برج فوق الأسوار
سقط الفرعون جذاذات ،
وأساور فضيات ، ونضار !
وتبددت المعتقدات المحفورة
في أعمدة المعبد ، والأ حجار ..
لكن الكهنة نفخوا في المبخرة الكبري ،
واعتبرو الغازي ملكا ، وألها ، وسليل الأقدار !
****
رجع الفلاح المصري إلي منزله الطينيّ ،
وراح يحدق في أطفال من غير عشاء
ورأي نظرة زوجته ترمقه باستجداء
لم يعرف طعم النوم ، طول الليل ،
وحين تبدي الفجر ،
مشي نحو الأرض السمراء
يقاسمها الشكوي والإعياء
ويوفر ما تنتجه للغرباءْ
حتي السنبلة الصفراءْ !
فإذا جن الليل
سرى فوق الشط
وأخرج من أعماق الروح
مواويل الصبر الصمّاءْ !
صفحة من الرِّيف المِصري
كانت الأرض غارقة في الضبابِ ، وفي آخر الحقل : بعضُ البهائم تجترُّ ، والأفق ممتلئٌ بالغيوم ، التي أطفأتِ الشمسَ ، وبعضُ الصبايا يتابعن محرقة القــشِّ ، وبين الغصون غــرابٌ عجــوزْ * * غــرابٌ يتابع زحف الهوامِ ، وخفْق العصافير في الجوِّ ، نوعَ الطعام المعلَّق في شجر السَّنطِ ، وكان الهواء ثقيلا ، ثقيلا . . كما يرقد الصيفُ في مقبرهْ * * كانت الأرض عَطْشى لقطرةِ ماءْ وما كان في النيل إلا القليل ، وما كانت السُّحْب . . إلا خواءْ !
* *
وعند الظهيرةِ ، فكّ الجياُع المناديل ، راحوا يلوكون خبزًا وجبنًا ، ويزدردون الطعام بقُلَّة ماءْ وبعضِ الأحاديث عن مرض الموت ، ومَنْ يتزوج في موسم القطنِ ؟ كم عدد التلاميذ حين يجيء الشتاءْ ؟ * * عاد نصْل المحاريثِ يخترق الأرضَ ، يضربُ أحشاءَها بالحديدْ وتحت الحوافر والقدم الحافيهْ تعوَّدتِ الأرض أن تستجيب . . لحمْلٍ جديد ! * * وعندَ حلول المساء الكئيب ، تعالَى نقيقُ الضفادع في الترع الضيقهْ وجاءَ مِن البُعد نوْح الذئاب ، فهاج كلابَ القُرى والنُّجوعْ لقد حان وقت الرجوعْ بيوتٌ من الطِّين تُؤوي الجميعْ وفيها تُعِدُّ النساء طعام العَشاء وتُتحف أزواجهنَّ ببعض الحِكايات ، عما جرى في النهار البَليدْ ! * * مع الصُّبح يبدأُ يومٌ جديدْ جديدٌ قديمٌ ، قديمٌ جديدْ ..
أرجوزة الصمت
دفاع عن النيل
بمناسبة تعنّت اثيوبيا في رفع سد النهضة الذي سيحرم مصر من حصتها المائية ويضر بمصالحها الحيوية . .
كى لا يضيع منكمو فى الرمل ، الأرض عطشى لم تزل ..
الأرض عطشى لم تزل .. والعيونْ تقتات رجع الصدى والشجونْ ورغم أن الشمس قد أشرقت فإن وجه الصبح لا يستبينْ * * من أخمد الفرْح بأشواقنا ؟ من سرق البسمة من وجهنا ؟ من نشر الأحزان فى دربنا ؟ وصدّر اليأس لآمالنا ؟ * * هل كُتب البؤس على البائسينْ ؟ وسرمد الجوع على الجائعينْ ؟ هل صار هذا الشعب أيقونةً يُسلمها الظالمُ للظالمينْ ؟ * * لقد سئمنا الحكم من غاصب يمتص أقواتنا فى العلَنْ وحين جاء الذي لحمُهُ من لحمنا .. جوّعنا في الوطنْ ! ياصرخة المحزون لا تخرجى فليس يوجد مَنْ يستجيبْ ولتمكثى فى الصدر محبوسة فان للبركان صمتاً عجيبْ ! ــــــ لقد أهالوا القبر فوق الفقيدْ ووزّعوا ثروته بينهمْ وحينما استيقظ من موتِهِ ما كان في عينيه غيرُ الندمْ ! * * ياجامع الدنيا بأكفانه رفقاً بهذا الجسد المنحنى لسوف تمضى والثرى موطنْ وهجمةُ الديدان لا تنثنى ! * * ماذا سيبقى منك بعد الرحيلْ ؟ سوي حديثٍ ناقمٍ مختصرْ ولعنةٍ تبقى على صفحةٍ يسردها التاريخ ضمن الِعبرْ !
القتـــل غـــدرا..
[ إلي جنودنـــــــــــا الذين أستشهـــدوا علي حدود رفح .. في شهر رمضان 1433 هجريا ] كان العساكرُ صائمين وانساب صوت المغرب الخفّاق فى الأفق الحزينْ بدأ العساكر يُفطرونْ وتبادلوا التمر المجفف والمياه .. موحِّدينْ كانوا جميعا من قري مصر ، التى امتزجت بحب المرسلينْ وبدون سابقةٍ ، هوى سيل الرصاص على صدورهمو ، التى كانت تكبّر او تسبّح .. فى سكون الخاشعينْ من أين جاء الغادر السفاح ، فى هذا المكان ، وكيف قرر أن يُغيرْ ؟! قَتَل الذين يرابطون على الحدود ، ولم يكن فيهم نذيرْ ومضى بكل غباوة نحو العدو ، فنال مصرعه المثيرْ ! لم يستحق سوى الإدانة ، لم يكن بطلاً .. ولا كانت لديه شهامة الفرسانِ ، أو بعضُ الضميرْ ! اعتاد بالغدر الحياة ، ولم يعش إلا مع الظلمات ، فى كهف ضريرْ لعنته حباتُ الرمال ، وقد تخللها الدم المسفوحُ ، وانبعثت عليه الريح من كل الجهات ، تضج بالعمل الحقيرْ ! * * يامصرُ .. نيلك يصطفقْ ودموعك البيضاء تهدر فى الضفافْ وعلى الصحارى اليابسات ، يلوح فجر من بعيدْ فجر يشق ستائر الليل البليدْ فلينهض الشهداء فى قصر الغمام ، يراقبون الشمس حين تُطل من ( سينا ) ، على يوم جديدْ .. فى كل نافذٍة شهيدْ !
هجرة غير شرعية
[ بمناسبـــة غـرق قــــارب بأربعين شـــــابا مصريـــا كانو هاربين من البطالة للعمل في أوربا . . أغسطس 2012 ]
الأربعون وأتى المقاولُ ، حسبوا الخلاص بأن يجوبوا البحر فى غضب عنيدْ ليس البحر تلك اللوحة الزرقاء حتى الشراع تمزقت أحباله ، ــــــــــ
الأرض والمطر
هنا .. كانت الأرض عطشى وحين تلاقى السحاب تهاوى المطر غزيرا كأن جفان السماء استفاض بها الماء ثم انهمر ــــــــ تفتح فى السهل بعض النبات وطار فراش وغنى شجر ـــــــ وعادت لأشلائها الروح هبت من الأرض صم الصخور استفاق التراب وذاب الحجر ـــــــ وجاء الخريف فجف الرحيق من الزهر أسقط كل غصون الشجر وطار بأوراقها فى الهواء وألقى بها فى بطون الحفر تشققت الأرض ساد الجفاف ولم يبق إلا صدى يحتضر .. ـــــــــ توقعت أن يحدث المستحيل فيمضى الخريف ويأتى الربيع
فتزهو الحياة ويحلو السمر ــــــــ ولكنه الليل حل كما يرسخ الجبل المستقر فآوى الغمام وأخفى القمر ــــــــ رجعت إلى الكهف أنظر من فتحة فيه ليس هناك سوى الريح تعوى وبعض الطيور التى لا تغرد .. أفْـــق عميق الأسى والحذر وما زالت الأرض عطشى تناشد قلب السماء الرحيمة بعض المطر
|
آخر تحديث الاثنين, 02 يناير 2017 23:26 |