العقــــاد طباعة
كتبها Administrator   
الأحد, 25 أكتوبر 2015 22:08

 

العقــــــــــــــــــاد

 

 

العقــــاد


قابلته قبل أن اعرف قيمته كما ينبغى . والسبب أننى كنت من عشاق الرافعى الذى كان على عداء صارخ مع العقاد. وذات يوم ونحن فى السنة الرابعة بالأزهر ، اقترح علينا أستاذنا السيد صقر ان نذهب معه لزيارة العقاد فى صالونه الذى كان يعقده بشقته بحى روكسى كل جمعة . وساعتها رحبنا بالفكرة لكن الأستاذ اختار من بيننا الشعراء الثلاثة : محمد حماسة وأحمد درويش وأنا .. وطلب منا أن نكتب بعض الأبيات كتحية للعقاد ، وبالفعل استجبنا لطلبه وكتب كل منا قصيدة كاملة . ذهبنا إلى منزل العقاد قبل وصول السيد صقر وحين علم ابن أخو العقاد الأستاذ عامر بموضوع القصائد فرح جدا وقال إن هذا سيسعده . والواقع ان العقاد استقبل قصائدنا بكل المودة والإعجاب وراح يسألنا عن حال التعليم فى الأزهر ــ وكان يكتب حينها كتابه عن الإمام محمد عبده ــ وحين سألناه عن رأيه هو فى الكلية التى يمكن أن نلتحق بها : اللغة العربية بالأزهر أم دار العلوم ؟ أشار علينا بدار العلوم .


وحين وصل أستاذنا السيد صقر احترمه العقاد كثيرا ، وقال لنا : تمسكوا جيدا ياأبنائى بأستاذكم هذا فإنه رجل مجهول القدر فى هذا البلد ! وقد سعد السيد صقر كثيرا بهذا الرأى الذى أعلنه العقاد بكل صراحة ووضوح .


وبعد حوالى سنتين ، كنا قد التحقنا بدار العلوم ، وحين علمنا بوفاة العقاد أسرع ثلاثتنا لكتابة قصائد رثاء لإلقائها فى حفل تأبينه بدار العلوم . وسلمنا القصائد للدكتور فتوح أحمد المسئول عن جمع القصائد ، وما زلت أذكر من بين قصيدتى البيت الوحيد التالى :


منذ سقراط ، والحقيقة تسرى

فى عقول كبيرة تتبارى


ثم أقيم حفل التأبين واستبعد ثلاثتنا منه ، وانفرد الدكتور فتوح بإلقاء قصيدة له . وما زلت أسأل وأتساءل: لماذا لم يرد لنا قصائدنا ؟!


عودة

 

آخر تحديث الأحد, 25 أكتوبر 2015 22:21