يحى حقى

يحى حقى

أنا شخصيا أعتبره أجمل كاتب رواية وقصة قصيرة يأتى مباشرة بعد نجيب محفوظ . قرأت إنتاجه أكثر من مرة ، وفى كل منها أجد متعة مختلفة . رائعته ( قنديل أم هاشم ) وقصصه القصيرة بل ومقالاته النقدية وذكرياته .. كلها مليئة بالعناصر المصرية والمحلية التى تصعد للعالمية .

إنه كاتب مطبوع ، بعيد تماما عن التكلف ومحاولة إبهار القارئ بالصنعة الأدبية والبلاغية ، وأستطيع القول عن يحى حقى أنه ينبغى أن يوضع بكل جدارة فى مصاف الكتاب العالميين .

التقيته أول مرة حين أرسلنى إليه الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور لينشر لى قصيدة فى مجلة (المجلة) التى كان يرأس تحريرها ، ويومها رحب بى ، ونشر قصيدتى (ارلسالة والسكين) على الفور .

أما اللقاء الثانى فكان فى سيارتى المتواضعة حين كنا فى ندوة بالزمالك وأوصلته مع زوجته الفرنسية إلى مصر الجديدة وكان معى الدكتور محمد حماسة وخلال الطريق أسمعته قصيدتى (باريس) التى راح يترجمها بإعجاب شديد لزوجته .

أما اللقاء الثالث فقد تم بالصدفة الحسنة فى مقهى تريامف بمصر الجديدة ويومها جلسنا جلسة طويلة نتحدث عن الأدب العربى : معوقاته ومستقبله وكنت متشائما أما هو فكان ينظر إلى بعينيه الصغيرتين المستديرتين ويقول لى : أما أنا فمتفائل .. متفائل بهذه الأجيال الجديدة الآتية ، والتى لن تحمل أحقاد آبائها !! وتركت الرجل وهو يكتم الكثير من المرارة بسبب ضعف اعتراف الوسط الأدبى المصرى بموهبته الكبرى .

عودة