الدكتور محمـد عبدالهادى أبوريده طباعة
كتبها Administrator   
الخميس, 08 أكتوبر 2015 16:05

الدكتور محمـد عبدالهادى أبوريده


كنت من معتادى الجلوس بقسم المخطوطات بدار الكتب المصرية حين كانت بشارع بورسعيد . وفوجئت ذات يوم بدخول الدكتور أبوريده ، وكان يدرس لنا علم الأخلاق فى السنة الأولى بكلية دار العلوم . وقمت فسلمت عليه ، وسألنى عن سبب وجودى فى هذا المكان فأخبرته أننى أنسخ للدكتور عبدالحليم محمود كتاب (مسالك الأمصار) ففرح الرجل كثيراً ، وأطلعنى على ما جاء يفعله وهو التحقق من مخطوطات الكندى الفلسفية التى كان ينوى إعادة طبعها . وجلست معه ، ورحت أساعده فى عمله ، فرحب كثيراً ، ورحنا نتحدث عن أمور كثيرة فى الفكر الإسلامى وبدأ الرجل يعاملنى كأننى أحد المتخصصين فى الفلسفة الإسلامية، وليس مجرد طالب مبتدئ بدار العلوم .


وكان ما يزيده قرباً منى أننى أستأذن فى القيام مباشرة عندما تجئ فتاة جميلة جداً ، ومتوسطة العمر ، للإفادة منه فى بعض المسائل . كان يفرح بها كثيراً ، ويترك كل ما لديه ، ويظل يحدثها وهى تصغى حتى يشير إلىّ بتحية الوداع.. علمت بعد ذلك أنه تزوجها عندما كان فى الكويت ، وذهبت هى بعد التخرج للتدريس هناك. لكن هذه الزيجة لم تستمر طويلاً لكنه – فى رأيى – كان حباً لا ينبغى أن يلام عليه الرجل – الشيخ ، فليس للحب قانون . وقلب العالم يمكن أن يسع العالم كله كما أن عقله يمكن أن يستوعب أدق النظريات عن الكندى والنظام والمعتزلة !


عودة

 

آخر تحديث الخميس, 08 أكتوبر 2015 16:06