د.عبدالرحمن بدوى

الدكتور عبدالرحمن بدوى

إنه عملاق الدراسات الفلسفية الإسلامية فى مصر والعالم العربى بدون منازع. ترك أكثر من سبعين كتاباً ، يعد كل منها مرجعاً هاماً للباحثين وقام بدور هام جداً فى نقل وترجمة الكثير من الفكر الغربى إلى اللغة العربية كما حقق العديد من روائع التراث الإسلامى فى مجال الفلسفة الإسلامية .

قابلته فى باريس ، وأنا أعد رسالتى للدكتوراه . وكان الجو ممطراً فاحتمينا بجانب أحد أبواب جامعة السوربون ، وراح يسألنى عن دراستى والمشرف على ، وأساتذتى فى مصر ، وانتهى اللقاء العابر . ثم قابلته بعد ذلك فى المكتبة الوطنية بباريس ، فإذا به يفاجئنى بتذكر كل ما قلته له تحت المطر ! ذاكرة عجيبة ، وشخصية مستوعبة ، وثقافة موسوعية لا حدود لها ، ومعرفة بالعديد من اللغات الأوربية الحية .

صرنا نتقابل فى فترة الغداء بالمكتبة الوطنية ، ونتحدث طويلاً حول الفلسفة عموماً ، والفلسفة الإسلامية بخاصة ، وكان يومها مشغولاً باستكمال ترجمة (هيجل) إلى العربية . لكننى لاحظت أنه لم يكن يوقر أحداً من دارسى الفلسفة الآخرين ، سواء كانوا عرباً أم أجانب . وذلك على الرغم من أرنالديز لم يكن يذكره فى محاضراته إلا مصحوباً بلقب (البروفيسور) !

سألته يوماً عن تقييمه للفلسفة الإسلامية فى إطار فلسفات العالم التى اطلع عليها ، فتهرب من الإجابة، ويبدو أنه لم يكن لديه إجابة محددة عن السؤال.

رحمه الله رحمة واسعة ، فقد ترك تراثاً ضخماً للأجيال اللاحقة .

عودة