د.محسن مهدى

الدكتور محسن مهدى

كان صديقى المرحوم د. السعيد بدوى يعمل منتدبا فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، وذات يوم طلب منى وأنا مدرس مساعد بكلية دار العلوم أن أقوم بمساعدة الدكتور محسن مهدى – وكان أستاذاً زائراً للجامعة الأمريكية من جامعة هارفارد – فى تحقيق النص الأصلى لألف ليلة وليلة.

وقد رحبت على الفور ، لأن العمل يتعلق بالتحقيق الذى أحبه من ناحية ، ولأنه من ناحية أخرى يتعلق برائعة من روائع اللغة العربية .

ورحت مع د. محسن مهدى أقرأ كل كلمة من النص الأصلى لألف ليلة وليلة، وأشاهد مدى الدقة التى يوليها الرجل للهمزة أو الياء أو حرف المد والإطالة ولا يترك أى فرق بين النسخ دون أن يسجله ، حتى انتهى أخيراً إلى أن الأصل المصرى – القاهرى هو المصدر الأول لألف ليلة وليلة ، التى اشتهرت على مستوى العالم كله بأنها بغدادية .

توثقت صلتى بالدكتور محسن مهدى خلال العام الذى مكث فيه بالقاهرة ، وكان يدعونى فى حفلاته إلى منزله بالزمالك حيث ألتقى مع كبار أساتذة الأدب والفلسفة بمصر ، ومنهم الأستاذ الطيب القلب د. عثمان أمين ، الذى كنت أعود معه متمشين على شاطئ النيل ، ونحن نتحدث فى كل موضوعات الفكر والسياسة.

كان د. محسن مهدى مديراً لمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفرد ، وقد اقتنع بضرورة أن يلحقنى بهذه الجامعة لاستكمال دراستى العليا . لكن الظروف لم تسمح ، وقد عوضنى الله عن ذلك بالسفر إلى فرنسا فى جامعة السوربون وجاء هو لزيارتى هناك . وجلسنا طويلاً ونحن نتحدث عن الكثير من الأمور العلمية ، والشخصيات التى تملأ الساحة العلمية ،والكثير منها لا يستحق !

عودة